أيها القراء الأعزاء مسألة اليوم ضربت فيها إحدى الزوجات أعظم المثل للأم والزوجة والمربية. فهي الزوجة التي زوجت وهي صغيرة فما عرفت الحياة بحلوها ومرها إلا من خلال زوجها وعائلته. تعاملت مع أم زوجها كأنها أمها و تحملت كل أصناف التعب والمضايقات منهم لأنها لم تتعلم أن تترك بيتها مهما كانت الضغوطات. صبرت حتى على بعض خيانات الزوج و تصرفاته غير المسئولة كبرت وكبرت معها خبرات الحياة. اعتمدت على نفسها في أن تكمل تعليمها لأنها تزوجت وعمرها 13 سنة و صممت تكمل تعليمها وهي ابنة 17 سنة وتدرس الابتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية العامة ثم التحقت بالجامعة وتخرجت منها وشغلت 3 مناصب هي فخر لها ولأولادها ودولتها. رزقت من زوجها ب7 أولاد و4 بنات منهم من تزوج وتبقى لديها بنتان لم تتزوجا بعد وكل واحد من أبنائها وقفت معه تدرس لهم وتتابعهم دراسيا حتى حصلوا كلهم على أعلى الشهادات بل والمناصب حقا إنها نموذج العطاء بلا حدود كما يقولون. سألناها عن مشكلتها؟ فأجابت: بعدما حدثتنا عن سيرتها الذاتية كأم وكزوجة. وقالت: إنني يا سيدي قد نفذ صبري وبدأت أحس بعدم القدرة على التحمل ازدادت اهانات الزوج رغم مرور 37 سنة على زواجنا الرجل لم يتغير، وأنا كما قلت لك وفيت رسالتي وصنعت أجيالا أحمد الله على ما قدمته فأنا أعيش في بيتي و حولي جميع أبنائي وبناتي وأحفادي وزوجات أبنائي، الذين بلغ عددهم 34 فردا وأنا لست محتاجة بعد هذا السن لمال هذا الزوج ولا لسنده، لأنه أصلا ما كان لي سندا ولا مسؤولا عن شيء لا يأخذهم لطبيب ولا يعرف شيء عن دراستهم ولا ماذا وقع لهم من خير من شر لا حياة لمن تنادي. والآن أنا تعبت فعمري 50 عاما وتبقي لدي بنتان فقط لم تتزوجا فهل أطلب الطلاق لأني لم أعد أتحمل تجرحا ولا كلاما يؤذيني من زوج لم يتق الله في طوال تلك السنون؟ الجواب: الحقيقة أيتها الأم والزوجة الكريمة طلبك للطلاق في هذا التوقيت الذي تنتظر فيه ابنتيك الزواج والستر نشبهه تماما بمن أعد طعاما وطبخه وبقي دقائق بسيطة ليستوي وينضح فأراد أن يقدمه دون أن يكتمل طهيه. بمعنى أنك ضحيت طوال هذه السنين من أجل إيصال أولادك لبر الأمان فلا يعقل بعد هذا الصبر أن نترك البنتين دون أن ننتظر زواجهما لأن طلاقك قد يبعد العرسان عن البنات لأن العائلات ستسأل قبل الحضور لخطوبة ابنتيك لماذا طلقت الأم وهذا قد يسبب آلام نفسية لمن صبرت من أجلهم وأجلهن. اصبري و لا تتعجلي في هذا الأمر فمن العدل أن تزوجيهن كما زوجت باقي إخوانهن وهذا قمة العدل والعطاء. ولن أعلمك كيف تصبري لأنك مدرسة للصبر تعلمين مئات مثلي كيف يضحون من أجل سعادة أبنائهم، فاقتنعت الزوجة والأم الفاضلة وخرجت. تقول: لا خاب من استشار ولا ندم من استخار.