تصدرت النجمة أنجلينا جولي غلاف مجلة التايم، واحدة من أهم المجلات السياسية في العالم، تحت عنوان لافت للنظر: "أثر أنجلينا جولي". فبعد أن قررت نجمة هوليوود المعروفة بأعمالها الخيرية، أن تجري عملية استئصال للثدي والرحم لتقضي على احتمالات إصابتها بالسرطان، فاجأت الكثيرين من معجبيها وعشاقها بشجاعتها التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار، لكي تتحول من أيقونة للجمال إلى رمز للمرأة المتألمة والشجاعة والأم التي تقدم التضحيات. أصرت جولي على أن لا يمر أطفالها بما مرت به هي نفسها، إذ عانت الأمرين وهي تراقب ألم والدتها التي ظلت تكافح السرطان عشرة أعوام قبل أن تموت به بعمر السادسة والخمسين، ولم تعش طويلا لتحتضن أحفادها ولكي يتمتعوا هم بحنان جدتهم. العيش بين أبنائها وأحفادها أمر تحلم به أنجلينا جولي، محبةً بأبنائها الستة الذين كانوا سبب اتخاذها القرار الصعب والمؤلم، حسبما بينت في مقال كتبته في نيويورك تايمز وعرضته أنا زهرة من قبل. وفي عددها الجديد، تحاول مجلة "التايم" أن تحلل أثر أنجلينا جولي على الناس والنساء بشكل خاص في العالم، فمن المحتمل أن تزيد جولي بقرارها قناعة النساء بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية قبل أن يصبن بالسرطان إن كان لديهن استعدادا للمرض. فكما كتب محلل المجلة جيفري كلوغر إن أنجلينا جولي لطالما كانت مؤثرة في جمهورها في العالم. على سبيل المثال،بعد تبينها طفلا أثيوبيا قام الكثير من الراغبين في التبني من معجبيها بتبني أطفال من أثيوبيا. وكذلك قامت وكالات تبني بالبحث عن ايتام في أثيوبيا وتبينهم. ولكن مقال كلوغر يطرح سؤالا مهما وهو هل يعتبر الإجراء الذي اتخذته جولي مبالغة في الاحتياط والخوف من المرض؟ هل لا بد أن تجري النساء فحوصات للتأكد من أنهن لا يملكن جين BRCA1 الذي يجعلهن مؤهلات للإصابة بسرطان الثدي والرحم؟ تقول الدراسات إنه إذا وجد تاريخ مرض السرطان في العائلة فإن واحدة من كل عشر نساء تكون حاملة للجين. ورغم أن علم اختبار الجينات علم حديث وليس متبعا في كل دول العالم، لكن إقبال النساء على اختبار احتمال إصابتهن بالمرض واتخاذ خطوات وقائية يقلل نسبة إصابات النساء بسرطان الثدي والرحم المنتشرين في العالم. وقد تجعلنا شجاعة أنجلينا جولي أكثر وعيا بضرورة الاهتمام بصحتنا من أجل الأشخاص الذين يحبوننا ويحيطون بنا ويحتاجون لوجودنا.