تؤمن روعة ياسين بقوة الدراما السورية وقدرتها على تصدّر الشاشات العربية في شهر رمضان بعيداً عن الأزمة. وكغالبية الممثلين السوريين هذا العام، فإن كمّ الأعمال التي تشارك فيها قد انخفض من خمسة أعمال العام الماضي إلى عملين فقط. روعة تكشف عن سبب عدم ارتباطها وتفاصيل حياتها بعد وفاة والدها في هذا اللقاء: حدثينا عن مشاركاتك الدرامية لموسم 2013؟ اشتركت في عملين فقط، هما "ياسمين عتيق" للمخرج المثنى الصبح في دمشق، و"خيبر" لمحمد عزيزية في القاهرة، وأقدم من خلالهما دورين مهمين وصعبين وجديدين مع مخرجين كبيرين أعتز بهما. ما سرّ قلة أعمالك هذه السنة؟ لا يوجد أي سر، أنا جاهزة لأي عمل يشدني، لكنني لم أنجذب إلى أي دور عُرض عليّ، وشعرت أنها أدوار مكررة، لأنني أسعى دائماً إلى الجديد والأفضل. بعيداً عن الدراما، هل تغيرت حياتك بعد وفاة والدك؟ وكيف تتأقلمين مع ذلك حالياً؟ صغرت الدنيا في عيني كثيراً، وأصبحت أكثر حزناً ونضجاً وتسامحاً ومحبة، ولن ينجح أحد في فهم شعوري ووجعي إلا رب العالمين، لكن لم يعد يؤثر بي أي جرح قديم، وأحاول التأقلم مع الواقع بالصبر والدعاء والابتعاد عن منزل الوالد لأنّ الذكريات تقتلني. ما سرّ بقائك عازبة حتى الآن؟ بقائي عزباء يعود إلى تجارب حب فاشلة وعدم لقائي برجل حقيقي يشدني. للأسف هناك أشباه رجال. وعدم وجودهم أفضل بكثير من بقائهم. هم عنصر أناني وكاذب، والنصيب لم يأت بعد. ما هو أكثر شيء تشتاقين إليه في دمشق باعتبارك مقيمة في مصر بسبب تصوير "خيبر"؟ دمشق عشقي الأبدي، أحبها بحلوها ومرّها، بشوارعها وقاسيونها وياسمينها، إنها لوحة فنية لن تتكرر. من هي ممثلة سوريا الأولى؟ وأين تصنّفين نفسك في الدراما السورية؟ لا أحبّ هذا التصنيف، هناك ممثل موهوب حصل على فرصته، وآخر لم يحصل عليها. لا أريد تكرار الأسماء الأولى لأنّها باتت معروفة، لكن هناك الكثير من المواهب والأسماء المهمة التي لم تأخذ فرصتها لتصبح من نجوم الصف الأول. شخصياً أرى نفسي فنانة جيدة بحاجة إلى فرصة مهمة لأتواجد في الصف الأول، بدليل أني شاركت في أعمال بأدوار صغيرة وتركت بصمة مثل "تخت شرقي" و"أيامنا الحلوة" وغيرها. في العمل الأول بالتحديد، أخبرني شخص أنني أستحق جائزة على دوري فيه. برأيك ما هي الطريقة المثلى لمشاركة الفنان السوري إيجابياً في الأزمة؟ الأزمة كبيرة ومؤلمة وأتعبتنا، لا يوجد كلام يعبّر عما نحن فيه، عن عذابنا وفقداننا لأشخاص نحبّهم. أتصور أنّ دور الفنان في هذه الفترة لن يحقّق نتيجة، لأنّ الأزمة أكبر منّا، لكن سيكون صوته مسموعاً لو حاول نشر المحبة والسلام بين الناس لتهدئة النفوس والاتفاق على حبّ الوطن والعمل لصالحه بعيداً عن أي تفكير طائفي أو عنصري أو تحيز. باختصار يمكن للفنان أن يكون إيجابياً ومحبّاً وصاحب رسالة محبة من أجل الناس والوطن وحقناً للدماء. لك حساب على الفايسبوك لكنك مقلة في كتاباتك، لماذا؟ حسابي يتعرّض دوماً للقرصنة والسرقة والتشويه والتحريف. لذلك باتت صفحتي مخصّصة للفن والدردشة مع الأصحاب ومشاركتي إياهم الأفراح والأتراح، وأحياناً أنشر بعض الخواطر الشخصية البسيطة. ما هو تقييمك للدراما السورية لعام 2013، وكيف ترين مستقبل هذه الدراما في ظل هذه الظروف؟ أرفع القبعة للدراما السورية، ولكلّ مَن عمل فيها وسط هذه الأزمة. أشكرهم على جهدهم المضاعف في ظل الخوف والتعب النفسي والألم وقلة مواقع التصوير مهما كانت النتيجة. كما أوجه لهم تحية لأنهم دافعوا عن درامانا التي يجب أن تكون حاضرة على مائدة الأعمال العربية في كل موسم. بوجود أشخاص يحبّون الأعمال السورية، وفنانين يعملون لأجلها، سنناضل لنبقى الأقوى والأفضل. أخيراً؟ تحية منّي لكل إنسان واع... غير طائفي، سوريا حلوة بأهلها وناسها، وستبقى مرفوعة الرأس والجبين، حماك الله يا وطني الرائع. المزيد: روعة ياسين تحاول الحفاظ على كيان اليهود! ما هي رسالة روعة ياسين إلى السوريين؟