تعاني صديقتي لارا من مشكلة الوزن الزائد بشكل كبير. فقد تجاوزت المئة كيلو ورغم جمال وجهها الأخاذ لكنها تشعر بالخجل من البدانة وتفكر بإجراء عمليات مختلفة. تبلغ صديقتي الخامسة والعشرين وقد تسببت بدانتها في مشكلة أخرى في المنزل، فقد أصبح لدى "دارين" شقيقتها المراهقة فوبيا من زيادة الوزن لدى رؤية ماحدث للارا، وبدأت مخاوفها تكبر حتى أدخلت للمشفى الأسبوع الماضي بسبب الأناروكسيا، لقد أصبحت دارين جلدا على عظما وبات النحول يهدد حياتها. في بيت واحد توجد طريقتين متطرفتين في ممارسة العادات الغذائية تسببتا في متاعب نفسية، وشعور بالتعاسة، وتدهور الحالة الصحية لصبيتين جميلتين. أصبح هوس المراهقات بأجسادهن يتزايد، بسبب تعالي أصوات الموضة وصور عارضات الأزياء وتحول نموذج الجمال إلى النحول أكثر فأكثر. ولكن العادات الغذائية هي ثقافة نكتسبها ويؤثر فيها بشكل كبير الوالدين والتربية التي تلقيناها في مرحلة مبكرة. وينبغي على الآباء الانتباه جيداً عندما تبالغ بناتهن المراهقات في انتقاد شكلهن الخارجي أو حينما يتمحور حديثهن دوماً حول أوزانهن. فميل الفتيات إلى عقد مقارنات بينهن وبين الأشخاص الذين يتمتعون بالرشاقة يُعد بمثابة إشارة تحذيرية على معاناتهن من اضطرابات التغذية، والفتيات اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 14 و17 عاماً هن أكثر المراهقات انتقاداً لأوزانهن. وكثير من المراهقات المصابات باضطرابات التغذية يتغاضين عن تناول بعض الوجبات الغذائية ويختلقن أعذاراً لذلك من قبيل «لقد أكلت بالفعل». في حين تُفرط أخريات في ممارسة الأنشطة الرياضية ويذهبن باستمرار لممارسة رياضة المشي السريع أو يمارسن تمرينات اللياقة البدنية أمام شاشة التلفاز. والمراهقات اللائي يعانين من اضطرابات التغذية قد يبدين أيضاً اهتماماً كبيراً بممارسة الطهي أو يحرصن على تصفح كتب فن الطهي مثلاً، غير أنهن لا يتناولن الطعام الذي قمن بإعداده بأنفسهن. ويسري نفس الأمر أيضاً حينما لم تعد الفتاة المراهقة تتناول الطعام في الوقت الذي يحلو لها ودون شهية بل في أوقات محددة فقط وبشكل صارم. وغالباً ما يقتصر الطعام على الأغذية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية. عزيزاتي، تتلقى ميرا عبد ربه خبيرة التغذية لدينا كل يوم عشرات الرسائل من فتيات ونساء متألمات حقا من زيادة الوزن، وهو أمر شديد الخطورة وقد يتسبب في إتعاسنا طيلة عمرنا. لكن القاعدة لو تعلمين بسيطة، كلي باعتدال، كلي بمقدار الجهد الذي تبذلينه ولا تأكلي وتجلسي طيلة الوقت، مارسي الرياضة المتوازنة 3 مرات في الأسبوع. أعدي طعامك في المنزل وتخلي عن الدهون الثقيلة والوجبات الدسمة لصالح صحتك وجمالك وسعادتك.