يبدو أنّ مصير معظم الفنانين السوريين بات مرتبطاً بالمرحلة السياسية المقبلة. هكذا، فقد وضعوا أنفسهم في مأزق بعدما كشفوا عن آرائهم المؤيدة أو المعارضة في مجتمع لا يؤمن بحرية الرأي بغض النظر عن صحته. ويشعر بعض الفنانين بالندم لأنهم أقحموا أنفسهم في لعبة كبيرة كانوا في غنى عنها، بعدما تحولوا من نجوم تتلألأ إلى شخصيات خاِئنة مكروهة في نظر بعض الجمهور. وتتمنى أصالة أن تعيد ذكرياتها في دمشق وتقيم حفلاً في ساحة الأمويين أو دار الأوبرا أو على مسرح المعرض كما جرت العادة. لكن يبدو الأمر بعيداً إن لم يسقط النظام، وربما لن تستطيع أبداً لأنها ستبقى مهددة بالقتل بسبب موقفها السياسي المعارض. في المقابل، فإنّ ميادة الحناوي تعيش في كنف مدينتها حلب رغم الأحداث الدامية، وتبدو المطربة المفضلة للمؤيدين، ولكنما هو مصيرها لو سقط النظام؟ وهل سيصفح عنها المعارضون؟ والكلام ينطبق على رويدا عطية ولكن بصورة أقل باعتبارها تقيم خارج سوريا.   درامياً، فإن يارا صبري دفعت ثمن موقفها المعارض بالتوقف عن العمل لسنتين متواصلتين بعدما كانت من نجوم الصف الأول، فاضطرت للإقامة في القاهرة بعد تهديدها بالقتل. علماً أن والديها سليم صبري وثناء دبسي ما زالا في دمشق، والكلام نفسه ينطبق على فارس الحلو الذي تفرغ للسياسة بعيداً عن الدراما.   أما سلاف فواخرجي، فهي أكثر الفنانات إثارة للجدل، وهي أبرز المؤيدات للنظام السوري مع زوجها وائل رمضان، وقد تعرضت لحوادث اختطاف عدة اضطرت على إثرها لنقل إقامتها من دمشق إلى اللاذقية "الآمنة"، فهي رمز وطني للمؤيدين بينما يعتبر رأسها الهدف الأول للمعارضة المسلحة.   في هذه الظروف، ارتأى الكثير من الفنانين النأي عن القضية السياسية والإقامة بعيداً عن سوريا لغاية زوال الغيمة السوداء، من دون الكشف عن موقفهم السياسي أو حتى الخوض في أي نقاش يحمّلهم مسؤولية أمام فئة الشعب، لكنهم لم يكونوا بعيدين أبداً عن الأزمة، إذ يطالبهم كثيرون بالوقوف مع شعبهم الذي لطالما أحبهم ودعمهم وصنع منهم نجوماً.   فهل ستفرز الثورة السورية نجوماً جدداً وتغيّب آخرين من عمالقة الدراما ونجومها؟   المزيد: جورج وسوف لم ينضمّ إلى الثورة السورية يارا صبري: لم أعتزل!