أيها القراء مسألة اليوم من المسائل التي أدخلت على قلبي السرور لأنها نموذج لزوج تتمناه كل بنت فقد حضرت زوجته عفراء تطلب الطلاق وذكرت أسباب طلبها وتتلخص فيما يلي :

-أن يلتزم الزوج بترك عادة التدخين رغم أنه تعود عليها من اكثر من 15 سنة.

-ترك السفر مع أصحابه بتاتا وأن يصطحب زوجته في أي سفر يريده .

-أن يعطيها مصروفا شهريا مناسبا وكافيا رغم أنها تعمل ولديها راتب وهو الذي يحضر أغراض البيت من مأكل ومشرب و يدفع الايجار ويوفر لها سيارة مناسبة.

-آلا يتدخل في راتبها و لا يحاسبها ماذا صنعت به حتى لو ادخرته أو أنفقته كله أو اشترت شيئا هي تعلم أنه مفيد لها.

-آلا يمنعها من الاستمرار في عملها الحالي .

- أن يسكن معها في بيت أبيها الواسع (فيلا كبيرة فيها 12 غرفة) لتكون قريبة من أهلها .

- ألا يهينها أو يجرحها أو يبيت خارج البيت أو يخرج أسرار الزوجية لأي أحد .

- ألا يفرض عليها آراءه بالغصب وأن تكون الحياة بالتفاهم والحوار والإقناع .

وقد عرضنا على الزوج طلباتها وشروطها فوالله ما رفض لها طلبا وكان تعليقه :

إن كل هذه الطلبات تتعارض مع تركيبتي وما تعودت عليه من صغري لكن لأني أحبها وأريدها فسأضحي برغباتي من أجلها. و لو طلت أهديها روحي لفعلت لكن لا تطلب الطلاق فطلاقها عندي هو انفصال روحي عن جسمي والموت عندي أهون من فراق زوجتي حبيبتي.

ثم قام الزوج فقبل رأسها و دخل والديها بعد قليل و فرحا بأن زوجها أرضاها وتعهد بأن يحافظ عليها ثم قال الزوج الغداء عندكم اليوم ؟فقال الأب: اذهب زوجتك واقضيا اليوم سويا وعوضها عما فاتها وخرج الزوجان فرحين و عادا لبعضهما بعد خصام وقطيعة 8 أشهر. وأعطته الزوجة فرصة أخرى ولم تصمم على الطلاق بل استجابت للصلح والعودة. فنعم الزوجة هي برحمتها به كزوج ونعم الزوج هو بتنازلاته و قبول شروطها حبا لها و احتراما. فهل تستطيعين عزيزتي حواء أن تكوني مثل تلك الزوجة ؟وهل يمكنك أيها الزوج الكريم اثبات حبك ببعض التنازلات لزوجتك حتى تسير سفينة الحياة ؟ هل يمكننا استبدال قرار الطلاق بقرار ثقافة الفرص تلو الفرص والصبر والتضحيات قال تعالى : " لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" صدق الله العظيم.