بينما تأخرت زينة أفتيموس في إنجاز مشروع غنائي يقرّبها أكثر من الجمهور منذ تخرجها من "ستار أكاديمي"، حاولت تعويض ذلك من خلال الظهور الدرامي. وتنتظر الفنانة السورية الشابة الوقت المناسب لتكشف عن جديدها الغنائي التي تحضّر له مع شركة إنتاج جديدة بعد فسخ عقدها مع أيمن الذهبي. "أنا زهرة" التقت زينة فكان هذا الحوار: شاركت العام الماضي في مسلسل "بقعة ضوء" وقبله في "شيفون"، كيف تقيّمين هذه التجربة؟ لم يكن لها أي تأثير سلبي، لأنّ مَن عملت معهم وظفوني بشكل مناسب وصحيح. لكن بشكل عام، أحتاج إلى المزيد من الجهد والتعب واكتساب الخبرة، فالموهبة موجودة وما ينقصني هو العمل على صقلها من خلال المسرح والدراما. هل تخافين أن يسرقك التمثيل من الغناء؟ لا، بالعكس، فأنا أعمل حالياً على بعض الأغاني الخاصة التي ستصدر في وقت مناسب، وإذا عُرضت عليّ أدوار مناسبة وملائمة في الدراما، سأقبل بها. الحمد لله لديّ القدرة على التنسيق بين المجالين، ولن أترك الغناء من أجل التمثيل، والأولوية لن تكون لمجال على حساب آخر، بل الأولوية للحظة التي أعيشها وأعمل فيها. هل تعتقدين أنّ شهرة الدراما في سوريا أكبر من الغناء؟ نعم، والأمر يتعلق بشركات الإنتاج التي لا تقدم دعماً للمطربين من خلال إنتاج أغان أو ألبومات. الدعم المادي الأكبر يكون للدراما. لذلك هي ناجحة في ظل توافر كوادر مهمة من أساتذة تمثيل وممثلين شباب موهوبين. يوصف أي شخص يدخل الوسط الفني من غير الأكاديميين بأنه "دخيل"، هل تشعرين بذلك؟ عندما بدأت العمل في الدراما فكّرت في هذا الأمر ملياً، خصوصاً في مسلسل "شيفون" لأنّه تم توزيع الأدوار في العمل والانتهاء من "الكاستينغ" قبل أن يعرض عليّ الدور. وأنا أخذت دور بطولة، والأستاذ نجدت اختار أشخاصاً يعملون في الدراما للمرة الأولى، إضافة إلى الوجوه الجديدة من خريجي المعهد، وتساءلت وقتها: هل يعقل أن تحصل مشاكل بيني وبين خريجي المعهد بسبب مشاركتي، خصوصاً أنّنا درسنا في المبنى نفسه، هم في معهد الفنون المسرحية، وأنا في معهد الموسيقى. وفي النهاية يعتمد الأمر على الوعي الشخصي، وهو قسمة ونصيب ولا أحد يأخذ فرصة غيره. هل الإنتاج سبب في توجه المطربين السوريين إلى الخارج؟ طبعاً، وأنا لم أتوجه إلى الخارج لأنّني أعمل مع شركة إنتاج في سوريا، ولو لم يكن كذلك لاتجهت إلى بيروت أو القاهرة أو الخليج. هناك مقولة "الغناء لا يطعم خبزاً" ما رأيك؟ يجب أن يكون الفنان ذكياً ويعرف كيف يتصرف ويوظف نفسه بالطريقة المناسبة ولا يحرق موهبته. الغناء أفضل مادياً بالنسبة إليّ، لأنني لم أحصل على حقي المادي في الدراما. لكنني لا أناقش في هذه النقطة. ما السبب؟ كنت راضية عن ذلك، لأنني عملت مع مخرجين مهمين وبفرص مهمة. عندما أقدم عملاً فنياً، فإنني أقدمه بكل أمانة من أجل الفن. وفي النهاية، كانت هاتان التجربتان بدايتي في مجال التمثيل، وعملت مع أسماء مهمة واستفدت كثيراً. لم تحصلي على حقك المادي في الدراما بشكل كامل، هل حصلت عليه في الغناء؟ بصراحة، لا أعرف ما هو الأجر الخاص بي، بل أركز على العمل على موهبتي أكثر وأؤمن بمقولة "كل شي بوقته حلو". لا أشغل بالي بهذه التفاصيل، فهناك أشخاص أعمل معهم وهم أدرى مني بذلك. لماذا فسخت عقدك مع شركة أيمن الذهبي؟ لأسباب تتعلق بتوقف العمل، ولكي لا نبقى مرتبطين بالعمل من دون أن ننجز أي شيء، وتم فسخ العقد بشكل ودي. العلاقة مع الأستاذ أيمن طيبة جداً وهو على معرفة جيدة بعائلتي. ما الذي تغير في شخصيتك منذ تخرجك من "ستار أكاديمي"؟ أصبحت أكثر وعياً وخبرة، وأصبحت أعرف ماذا أريد. لكن هناك أمور بقيت كما هي. أسعى إلى تطوير بعضها وتدارك بعضها الآخر، فأنا أحب الجلوس وحدي لفترات طويلة وأتأمل كثيراً. بعد مرور ثلاث سنوات على تجربتك في البرنامج، ما الذي كان ينقصك للحصول على اللقب؟ لم يكن ينقصني شيء. معظم الطلاب المشاركين كانوا مؤهلين للحصول عليه لأنّ لديهم القدرات التي تؤهلهم لذلك. لكن ناصيف كان يستحق اللقب بجدارة. "ستار أكاديمي" لا يعتمد فقط على الصوت بل على الوقوف على المسرح وطريقة الأداء إضافة إلى الحظ وتصويت الجمهور. برأيك هل تستطيع هذه البرامج أن تصنع نجوماً؟ لا، بل تصنع فقاعة للنجم. أنا استفدت من هذه التجربة لناحية الشهرة والانتشار. مجال الغناء ليس سهلاً وهناك أشخاص كثيرون فيه. لاحظ الجمهور تغيّر شكلك منذ ظهورك في "ستار أكاديمي" إلى الآن، هل خضعت لعمليات تجميل؟ خضعت لعملية تجميل لأنفي، وقبلها عملية تقويم لأسناني، كما اتبعت حمية غذائية وأسعى لإنقاص وزني أكثر. هل ساعدك شكلك في مجال الفن؟ طبعاً، فالشكل يساعد ويؤثر في العمل. هل تجيدين الطبخ؟ "نفَسي طيب ع الأكل" لكنّني لم أجرّبه كون والدتي ـ أطال الله بعمرها ـ هي التي تطبخ، لكني أتقن صنع الـ"تشيز كيك" بمهارة وتعلمت ذلك من والدتي. هل تعيشين قصة حب؟ نعم، أعيش قصة حب مع شخص ليس من الوسط الفني، والحب موجود دائماً في حياتي، وعندما أعيش حالة الحب، أقدّم العمل بشكل أفضل. كيف يمكن للفنان أن يساعد في حلّ الأزمة الحالية في سوريا؟ على كل شخص أن يقوم بعمله. أنا لا أقول رأيي في السياسة لأنها ليست مهمتي. إذا كنت سأتحدث فإما أن أقول شيئاً صحيحاً أو السكوت أفضل. ويجب على الفنان أن يكون حيادياً لأنه قد يكون برأي معين ثم يغيّره بعد فترة، ما يخلق له أعداء. بالنسبة إليّ، أنا سورية وأعيش في هذا البلد الذي هو وطني وأهلي وناسي وعملي. وأسأل الله أن يعيد الأمن والأمان إلى ربوعه. المزيد: صباح ورويدا تدعوان إلى إعمار سوريا فنّانو سوريا مهووسون بالتسوّق!