الفيلم الأخير للمخرج برايان هيليغلاند يقع في خانة أفلام السيرة الذاتية. إنه يسجل لحظة أسطورية بالنسبة للأميركيين و هواة البيسبول، اللحظة التي دخل فيها أول لاعب اسود إلى الدور الأول للعبة. على أن الفيلم يتناول سيرتين في الواقع، شخصيتين أسطوريتين تمتلكان رمزية عالية في التاريخ الأميركي الحديث. بداية هناك سيرة لاعب البيسبول "جاكي روبنسون" ـ يؤدي الدور الممثل الشاب شادوك بوزمان ـ ،اللاعب من أصول أفريقية، أسود يدخل لعبة كانت مكرسة للبيض حتى تلك اللحظة من أربعينيات القرن الفائت. على "جاكي" أن يثبت نفسه و يبرهن على قدراته في عالم معاد له تماما، زملاؤه من اللاعبين، و الجمهور، و أميركا كلها، لا أحد مستعد بعد لقبول المساواة بين البيض و السود، ولا مكان للاعب الشاب و الطموح إلا ذلك المربع الأخضر. هناك لا شيء يحسب في نهاية المطاف، إلا النقاط و الأهداف، الأداء الجيد و تحقيق الانتصارات. عنوان الفيلم "42" يحيل إلى رقم القميص الاسطوري الذي حمله "جاكي روبنسون" مع فريقه " بروكلين دودجرز". من جهة أخرى هناك سيرة مدير الفريق، "برانش ريكي" ـ يؤدي هاريسون فورد الدور بحرفية عالية ـ. المدرب برانش سيكون الراعي و الحامي للموهبة الشابة، سيقدم له فرصة اللعب في الدور الأول، باحثا معه عن انتصارات جديدة للفريق. في أوساط البيسبول الأميركي عرف "برانش ريكي" بلقب المهاتما. وهو اليوم شأنه شأن "جاكي" رمز من رموز اللعبة، وواحد من أساطيرها. الفيلم أيضا هو حكاية الاتفاق الضمني، الغير مكتوب بين هاذين الشخصين، بين اللاعب الأسود الشاب، و المدرب الأبيض العجوز. يتوجب على "جاكي" أن يتحمل طيلة سنوات كل أنواع العبارات المهينة، الإعتداءات و التحقير دون أن يرد إلا في حدود الملعب فقط. هناك سيبرهن "المهاتما" و لاعبه، أن العنصرية أمر أحمق و لا شيء أكثر من ذلك.. أميركا التي انتخبت أوباما، أول رئيس اسود لها. تعيد النظر سينمائيا في الطريق الطويل الذي قطعه السود و البيض في تلك القارة البعيدة، للوصول إلى يومهم هذا.