لا شك في أنّ نظرة المرأة إلى نفسها تختلف كلياً عن نظرة الآخرين إليها. ويوافق أكثر من 54% من نساء العالم أو ما يناهز 672 مليون امرأة من شتى أصقاع العالم، على أن المرأة هي الناقد الأول والأخير، والأسوأ بطبيعة الحال، عندما يتعلّق الأمر بالمظهر الخارجي. وتلتزم Dove بوضع أسس لعالم يكون فيه الجمال مصدراً للثقة، لا للقلق؛ وتأكيداً على ذلك، أجرت تجربة اجتماعية تثير الاهتمام ساهمت بكشف النقاب عن السلوك الذي تختبئ خلفه هذه المشكلة. ومن خلال الفيلم الذي يحمل عنوان "رسمات جمال حقيقية"، تغوص دوف في نظرة المرأة إلى نفسها مقابل نظرة الآخرين إليها.

أما فيلم "رسمات جمال حقيقية" فيسلّط الضوء على "جيل زامورا"، وهو رسام من مكتب التحقيقات الفدرالية، استخدم منهجيته الخاصة Compositure، ووضع ما يزيد عن 3,000 رسمة خلال مسيرته المهنية التي امتدّت طوال 28 عاماً. ويصوّر الفيلم "زامورا" فيما يضع مجموعة من الرسومات لسبع نساء كنّ متواريات خلف ستارة، استناداً على الوصف الذاتي الذي وفّرنه له. وقبيل جلسة الرسم مع "زامورا"، طُلب من كل امرأة، وبشكل مفاجئ، تمضية بعض الوقت مع شخص غريب عنها، ومن دون تفسير الأسباب. ومن جديد، عمد "زامورا" إلى رسم النساء السبعة، لكن هذه المرة بالاستناد إلى الوصف الذي منحه الغرباء عن كلّ واحدة. والمفارقة أن الرسوم التي ارتكزت على وصف الغرباء ونظرتهم، جاءت أكثر دقة من تلك التي استندت إلى وصف النساء الذاتي، وكشفت عن امرأة أكثر جمالاً وسعادةً؛ الأمر الذي يبرهن بشكل قاطع أن الضغط الذي تمارسه المرأة على نفسها هو الأقسى، لا سيما حين يتعلّق الأمر بالجمال.

 

وعن هذه التجربة يقول الرسام الفدرالي "جيم زامورا": "حين طُلب مني أن أشارك في فيلم لعلامة دوف، لم يخطر لي على الإطلاق أن تتباين الرسوم إلى هذا الحد. ولن أنسى أبداً ردود الفعل العاطفية التي لم تستطع السيدات إخفاءها عند رؤية الرسمَين المختلفيَن معلّقيَن جنباً إلى جنب. وبرأيي، أدركت كلّ واحدة منهنّ أن نظرتها إلى نفسها، أثّرت بجوانب كثيرة من حياتها، لأنها لم تكن النظرة المناسبة والصحيحة."

الرسم خير من ألف كلمة

يصوّر الفيلم ردود فعل النساء حيال الصورة التي استندت إلى وصفهنّ، بعد أن أدركت كل واحدة أنها تقلّل من قيمة جمالها، ومدى تأثير ذلك في جوانب كثيرة من حياتها. كما أنه يلهم النساء والمشاهدين على حدّ سواء، على رؤية الجمال الحقيقي في داخلهم.

أنت أجمل مما تعتقدين

المرأة هي الناقد الأسوأ لذاتها، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 4% فقط من نساء العالم اليوم يصنّفن أنفسهنّ في مصاف الجميلات، مقابل 2% في العام 2004. وبرأي دوف، عندما تشعر المرأة بالراحة وتبدو بأفضل حالاتها، تبدو عليها السعادة على الفور، لذلك، تشجّع حملة "رسمات جمال حقيقية" من دوف المرأة لكي تعيد التفكير في نظرتها إلى نفسها.