منَ المنطقي أن يربِط الكثيرون بينَ نظرة المرأة إلى نفسها وما يقدمهُ الإعلام من صور وإطلالات مثالية (إذا صحّ التعبير) لفنانات وسيدات تحت الأضواء. كما أنّه ليس بعيداً على الإطلاق أن يفترض البعض وجود صلة واضحة بين ثقة المرأة المتزعزعة بنفسها، وما تعرضهُ الإعلانات من صور لعارضات نحيفات تمّ تعديلها بواسطة تطبيق الفوتوشوب أو غيره من برامج التنميق الإلكتروني. إلا أنّ دراسة جديدة تؤكد بأنّ الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك، وفيما أنّ عملية رؤية الصور الجمالية المثالية قد تجعلنا نشعر بالسوء، فهي قد تكون بمنتهى الإيجابية أحياناً وسبيل لتعزيز ثقتنا بنفسنا. كيف؟ الإجابة في تفاصيل الدراسة: إنّه أسلوب التقديم وليس نمط التعديل... وفقاً لدراسة أعدّها فريق من الأساتذة في جامعة مانيتوبا وجامعة ميشيغان، فإنّ تأثير الصور المثالية المعدّلة إلكترونياً على الإناث يختلف إستناداً إلى كيفية عرض أو تقديم هذه الصور وليس إلى نمط تعديلها. وبعد إخضاع 37 سيدة إلى إختبارات منوعة توصّلَ الأساتذة إلى الإستنتاج الآتي: عند تقديم الصور المثالية بشكل صارخ غير محجوب مع التركيز المفرط على المفاتن، تشعر المتلقية عادةً بأنّ الموضوع مبالغ بهِ وسخيف، ما يزيد من ثقتها بنفسها. أمّا عند عرض الصور بأسلوب ماهر وسلس وغير مباشر (كأن تأتي المفاتن عابرة في سياق التسويق لمنتج)، تتسرب النظرة إلى العقل الباطن بدون وعي فتشعر المتلقية بالسوء وعدم الرضى عن نفسها. الأمر وكما وصفته الدراسة ليس غريباً ويستند كذلك إلى نظريات سابقة أثبتت بأنّ المرأة قد تعشق منحنيات جسمها عند النظر إلى شهيرات نحيفات هي معجبة بهنّ، على عكس اللواتي لا يلفتن نظرها إطلاقاً. أداة للتدقيق في الصور من جهة أخرى وفي إطار الحديث عن الفوتوشوب، كان قد قدّم أستاذ البرمجة الإلكترونية في جامعة دارتموث الدكتور "هاني فريد" منذ عامَين تقريباً إقتراحاً بتصميم أداة أو برنامج لقياس مدى التعديل في صوَر مجلات الموضة والجمال على مقياس من واحد إلى خمسة. والهدف من ذلك كان لتوعية العاملين في مجال الإعلان والإعلام بغية التدقيق في نتيجة إستخدامهم المفرط للفوتوشوب وليسَ فقط تأثيره على المتلقين. وقالَ الدكتور حينها رداً على الجمعيات النسائية التى تنادي بضرورة أن تُرفق الصور المعدّلة بشرح يؤكد على ذلك: عملية تصنيف الصور ليس بالحل المثالي على الإطلاق، بل يجب إيجاد طريقة لتوعية الناس وخاصةً العاملين في المجال، وتذكيرهم بأنّ الصور المعدّلة بإفراط ليست واقعية ولا يجب أن يُحتذى بها. وأنتِ ما قولكِ، هل توافقين على أنّ أسلوب عرض الصور هو المؤثر الفعلي؟ وهل برأيكِ أنّ الإفراط بإستخدام الفوتوشوب لا زال شائعاً في عالمنا العربي؟