انطلقت صباح أمس السبت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، والتي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية ورئيس مجلس أمناء المهرجان. وقد افتتح سموه فعاليات معرض أصدقاء البيئة بحضور محمد الحمادي، عضو مجلس أمناء المهرجان، والدكتور إياد بومغلي، المدير والممثّل الأقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في اقليم غرب آسيا والإعلامي محمد منير، المدير التنفيذي للمهرجان، كما شهد افتتاح الفعاليات نجوم السينما العربية وفي مقدمتهم الفنانة يسرا، والفنان خالد النبوي. ويحتضن المعرض أهم المبادرات العالمية المعنية بالتوعية بالأخطار التي تواجه البيئة. وبهذ المناسبة صرح الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان، بأن الحدث يسعى في زيادة وعي الجمهور بالأخطار البيئية التي تواجه كوكب الأرض وقال: أن المهرجان يتماشى مع سياسة إمارة أبوظبي والتي تنتهجها في هذا المجال، كما أنه يحمل رسالة بيئية من أبوظبي إلى كل دول العالم وليس للإمارات فقط. وأضاف رئيس مجلس أمناء المهرجان، أن الأفلام السينمائية بكل أنواعها أسرع وسيلة في زيادة وعي الجمهور كونها تعتمد على قوة الصورة في جذب المشاهد وبالتالي التأثير على سلوكياته إيجابياً، مطالباً وسائل الإعلام وصناع السينما بخلق محتوى ومضمون للتنبيه بأخطائنا تجاه البيئة. من ناحية أخرى أشادت الفنانة يسرا بفكرة المهرجان خاصة وأنها تعد الأولى من نوعها في المنطقة وقالت: السينما العربية تعاني نقصاً كبيراً تجاه الفيلم البيئي، وبالتالي يسعى المهرجان لخلق ثقافة جديدة لدى صناع الأفلام قبل الجمهور، خاصة وأن الأخير لا يقبل الرسالة التوعوية بشكل مباشر أو تكون موجه له، في حين إذا جاءت الرسالة التوعوية بالأخطار البيئية بشكل ضمني وغير مباشر فإن تأثيرها الإيجابي يكون أقوى، وهنا تقع مهمة صناع السينما في خلق مضمون بيئي مناسب لكل فئات المجتمع. وشهد اليوم الأول للفعاليات محاضرة الدكتور إياد بومغلي، المدير والممثّل الأقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، وبحضور الفنانين يسرا وخالد النبوي والدكتور محمد المخزنجي والدكتور علي شراب، استشاري الموارد البشرية ووفد من هيئة البيئة بالكويت وناقشت المحاضرة أهمية صناعة الأفلام البيئية بشكل خاص، لما تمتلكه من قوة لتخطّي الثقافات والبلدان، لتلهم الخيال والإبداع وقدرتها في التأثير على الجماهير. وتطرقت المحاضرة إلى بعض الأرقام المفزعة عن التدهور البيئيي الذي وصلت له المنطقة، حيث تضاعف معدل إنبعاث ثاني أكسيد الكربون في المنطقة العربية منذ 1991، وأصبح معدل الانبعاثات للفرد الواحد في دول مجلس التعاون 19 طن متري ، أي ثلاثة أضعاف متوسط المنطقة، بسبب ارتفاع مستوى استخدام الطاقة، وكشف "بومغلي" عن وجود 80 مليون إنسان عربي لا يحصلون على مياه آمنة  بالقرن الحالي في حين تبدأ بعض الدول الكبرى في البحث عن المياه على كوكب المريخ ، وهناك مائة مليون عربي بدون صرف صحي، كما أن هناك تناقص في أعداد بعض الأنواع السمكية والشعاب المرجانية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة حيث انتهت 24 بالمائة من الأسماك، و22 بالمائة من الطيور المستوطنة والمهاجرة واختفاء 20 بالمائة من بعض الثدييات.