في بعض الأحيان يضطر أحد الزوجين للكذب على شريك حياته، حفاظاً على مشاعره وعدم إثارة نار الغيرة لديه مثلاً أو تجنباً للمشاكل والخلافات التي لا داع لها بشكل عام. ويؤكد خبراء العلاقات الزوجية أن الكذب يُعد من المحظورات في العلاقات الزوجية، حتى وإن كان اضطرارياً وبهدف عدم جرح مشاعر شريك الحياة، إذا ما عرف الحقيقة المؤلمة. فالكذب لا يزعزع الثقة المتبادلة بين الطرفين فحسب، بل يمكن أيضاً أن يأخذ الحياة الزوجية إلى منزلق خطير؛ لذا يشدد الخبراء على ضرورة أن يتحلى الأزواج بالصدق وأن يحرصوا على قول الحقيقة دائماً. ولا بد أن نعترف أن الأمر ليس صعباً، لاسيما إذا كان شريك الحياة غيوراً جداً، فمن الصعب أن يقول الرجل لزوجته مثلاً إنه تجاذب أطراف الحديث مع زميلته الحسناء خلال استراحة الغداء، إذا كان على يقين بأن زوجته الغيورة ستكيل له الاتهامات كرد فعل لمعرفتها بالحقيقة. ولكن إخفاء الحقيقة عن شريك الحياة لا يقل صعوبة عن مصارحته بها. فمَن يعمد إلى إخفاء الحقائق عن شريك حياته، يقع تحت ضغط عصبي رهيب؛ حيث يتعين عليه أن يكون يقظاً دائماً ويحفظ تفاصيل كذبته عن ظهر قلب، كي لا يفتضح أمره وينكشف سره. وبالطبع سيشعر الطرف الآخر بهذا التوتر الرهيب عاجلاً أم آجلاً، وستلعب الظنون برأسه. وأخبرا فإن مناقشة مشاكل شريك الحياة بصراحة ووضوح تُعد التصرف الأمثل في هذه المواقف، ومن المفيد أن يُبين الزوج لزوجته أن غيرتها من زميلاته في العمل غير مبررة، كما يستحسن أن يجيب الزوج على أسئلة زوجته بصراحة ليبدد كل شكوكها. ومن خلال هذه المناقشات التي تتسم بالصدق والشفافية يستطيع الزوجان الحفاظ على مساحة الثقة بينهما.