ينبغي على السيدات حديثي العهد بالأمومة وأقاربهن عدم الاستهانة بالمشاعر السلبية التي تسيطر عليهن بعد الولادة، حيث تشير الدراسات أن هناك سيدة من كل عشر سيدات تصاب باكتئاب ما بعد الولادة.   ويمكن أن يؤثر هذا الاكتئاب بالسلب على علاقة الأم بطفلها، مما يشكل خطراً على نمو الطفل لفترات زمنية طويلة، لذا يجب علاج هذا الاكتئاب. أما أعراض الاكتئاب الذي يصيب الأمهات بعد الولادة تتمثل في كثرة البكاء والشعور بالدونية والإحساس بالذنب والقلق والتوتر وغياب الدافعية وصعوبات في الإحساس بالمشاعر كالحب.   ويمكن أن تصاب السيدة بهذا الاكتئاب بعد الولادة مباشرة، غير أنه عادة ما يبدأ بعد مرور ست إلى اثني عشر أسبوعاً من الولادة ويمكن أيضا أن يكون مصحوباً بأعراض جسدية مثل اضطرابات النوم وفقدان الشهية والصداع.   ولا يجوز الخلط بين اكتئاب ما بعد الولادة وبين حالة الاضطراب النفسي المتعلق بعملية الوضع والمعروفة باسم «Baby Blues». فهذه الحالة تحدث غالباً في أول ثلاثة إلى خمسة أيام بعد الولادة. وعلى الرغم من تشابه أعراضها مع أعراض الاكتئاب الحقيقي، إلا أنها تزول بعد بضعة أيام، فضلاً عن أن هذه المرحلة التي تسمى أيضا "بأيام العويل" لا تمثل خطراً على علاقة الأم بطفلها الرضيع بصفة مستمرة.