يشعر المرء تجاه بعض الأشخاص ببغض عفوي أحيبانا بانسجام شديد أو بنفور غامض. وهذا ينطبق على الغرباء وعلى أقرب الناس أيضاَ.   وفي كثير من الحالات يكمن سبب ذلك في المواد العطرية الهرمونية المعروفة علمياً باسم "الفيرمونات"، حيث توصل باحثون من كاليفورنيا أن هذه الفيرمونات هي التي تحدد ما إذا كان المرء يحب شخصاً ما أو لا يطيقه. بل إن الفيرمونات هي التي تجعل الزوجين ينسجمان جنسيا أو يتنافران ويحسان بالمتعة أم بالملل. وذكرت مجلة علم النفس «emotion» الصادرة بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا، أن هذا البغض يمكن أيضاً أن يرجع إلى التشابهات؛ حيث يعيد الشخص الذي يشعر المرء بنفور تجاهه صورة شخص آخر بغيض صادفه المرء في الماضي إلى الأذهان لتشابههما في صفات تثير الاشمئزاز، مثل الرائحة واللهجة وتعبيرات الوجه وحركات الجسد. ويطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم "الإحالة"؛ حيث يتم تذكر تجارب وخبرات سابقة وإحالتها إلى الموقف الحالي. وفي هذه الحالة لا يكون من المفيد كثيراً أن يرغب المرء في أن يتعامل بلطف مع الشخص الذي يشعر بنفور عفوي تجاهه، لأن الإنسان يستطيع في المعتاد بفضل "العصبونات المرآتية" أن يصدر حكماً جيداً على ما إذا كانت هذه المشاعر صادقة ونابعة من القلب أم لا.   وأوضحت مجلة علم النفس الألمانية «emotion» أن العصبونات المرآتية عبارة عن خلايا عصبية في المخ يمكنها "قراءة" الحالة المزاجية للآخرين.