إنه واحد من أجمل المواسم في العالم، وميزته بالإضافة إلى جماله أنه يحدث فقط في اليابان على هذه الشاكلة الفاتنة والتي لا تتكرر. ينتظر اليابانيون موسم الكرز من عام إلى عام ويسمونه "ساكورا"، حيث يحتفلون بشكل خاص بهذه الأيام القليلة والقصيرة. وترتبط لديهم بصميم ثقافتهم المرتبطة بالطبيعة والتي تفسر الحياة وترمز لها بالأشجار والعشب والأنهار. كما أنه شعر الهايكو الياباني يحفل بالقصائد المكتوبة عن "ساكورا" متغزلا بجمال الطبيعة وصنعة الخالق، ومتأملا في الوجود ومعنى تجدد الأشجار على هذا النحو. وقد كان الاحتفال بموسم إزهار الكرز مقتصرا على الأثرياء قبل قرون. ولكنه انتشر ليصبح عادة اجتماعية جميلة، يقام خلالها مهرجان كبير وتلبس النساء الكيمونو الياباني الحريري الجميل بألوانه الزاهية محتفلين بقدوم الربيع وتفتح الأزهار الاستثنائية. وكثيرا ما يجمع اليابانيون ازهار الكرز المتساقطة ويحففونها ويحتفظون بها من عام إلى عام، فقد ارتبطت إزهار الأشجار لديهم بمعنى الحياة وتجددها. وقد استخدم هذا الطقس الاحتفالي الرائع أثناء الحرب العالمية الثانية لتعزيز الروح الوطنية عند الشعب الياباني ولتشطيع الجنود على الذهاب للحرب. وكانت كل الأغاني الوطنية اليابانية تتغنى به. ورغم ما حدث في اليابان من مآسي بسبب تسونامي والزلازل المستمر خلال الأعوام الماضية، إلا أنهم حريصون على الابتهاج والاحتفاء بموسم الساكورا الذي يذكرهم بالأمل وبأن الحياة تزهر وتضحك في وجوههم من جديد.