مسألة اليوم تجربة قاسية أيضا تعرض لها الزوج مراد والذي يعاني من عناد زوجته و مخالفتها له على أتفه الأسباب. يقول مراد : من 15 عاما تزوجنا وما رأيت معها يوما سعيدا رغم أن من يرى زوجتي لأول وهلة ينبهر بها و بشخصيتها فهي جميلة متكلمة محتشمة متدينة اجتماعية كريمة. لكنها معي أنا هي أقسى قلب وعقل لو قلت لها هذا أبيض تقول : لا هذا أسود و هكذا حياتنا مرار في مرار لم أعد أطيق أنظر في وجهها رغم هذا الجمال لأنه تأتي في مخيلتي أفعالها وصراخها. يكفي أن وصل بها الحال يوما أن حلفت عليها لو خرجت بدون إذني تكون طالق وبعد دقائق عاندت وخرجت وأوقعت الطلاق ، يا سيدي العناد دمر حياتي أنا أجلس بالشهور لا أريد الاقتراب منها مهما تجملت لا أطيقها و اليوم وصلت لحدي ونهاية صبري وأريد استشارتكم ماذا أصنع معها هل أطلقها ولدي منها 5 أولاد ؟ أم أبقي عليها وقد فقدت احترامها لي مما يضطرني أحيانا لسبها ؟ أفضل علاج للزوجة العنيدة أن تحل هذه المشكلة معها بهدوء ورفق، وذلك بأن تبين لها أنك رجل البيت وأنك رب الأسرة وأن الله جل وعلا جعل لك القيام عليها، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}،فمدخل الدين والشرع مهيمن على القلوب أغلب القلوب ،فبيَّن لها أنك أنت صاحب الحق في أن تطيعك زوجتك بالمعروف، بمعنى أن تطلب منها أن تخضع لشرع الله جل وعلا، فقل لها:كل ما آتاك شرع الله جل وعلا من الحقوق فسيؤدى إليك، وكل ما آتاني شرع الله جل وعلا من الحقوق فلابد أن تؤده إليَّ، قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وأمرنا - صلى الله عليه وسلم – أن نعطي لكل ذي حق حقه. فبيَّن لها أن الأساس الذي لابد أن ننطلق منه هو طاعة الله سبحانه وتعالى، فإن استجابت فلله الحمد وإن لم تستجب، فحينئذ فلابد أن تفرض عليها شخصيتك ولابد أن تكون حازمًا في توجيهاتك لدفة البيت وسفينة الحياة ولكن أيضًا ليس مع القسوة، وذكرها مرة أخرى بالله وبقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة) مضافًا ويجب أن تعاملها المعاملة بالعدل والإنصاف، فلا إفراط في المزاح ولا إفراط في التدليل، ولكن كن وسطيا في المعاملة، فهنالك المحبة والمودة والرفق في موضعها، وهنالك أيضًا الحزم والوضوح وموقف رب البيت الذي يسوس أسرته في الموضع المناسب، فليس أمامك إلا بأن تبين لها هذه الأمور بجلاء ووضوح وبإرجاعها إلى شرع الله جل وعلا، ولو قدر أنها خرجت بغير إذنك مرة أخرى فبين لها أنها عصت ربها بخروجها من بيت زوجها بدون إذنه وأنها ترتكب بذلك حرامًا من المحرمات المتفق على تحريمها. وأيضًا فلابد من بيان أن هذا التصرف لن ترضى عنه في المستقبل وأنها لو فعلت هذا فإنك قد تتخذ معها أسلوبًا حازمًا لمنعها من تكرار هذه الأعمال، فلا يحسن بك التنازل الكثير الذي يؤدي إلى هضم حقوقك، ولا يحسن بك كذلك أن تقس عليها أو أن تظلمها، بل كن وسطًا معتدلاً وخير الأمور اتباع شرع الله جل وعلا على النحو الذي ذكرتك به وأخيرا لا بد لك أيضًا الاستعانة بالصديقات الفاضلات صاحبات الدين والخلق ليكلمنها ولينصحنها وليعظنها وليرشدنها إلى طريق الصواب، ثم أوصيك بالدعاء لها بأن يردها الله للحق ردًّا جميلاً.