هل يقبل حسن يوسف بأداء دور محمد مرسي في فيلم "حارس الرئيس"؟ طلعت زكريا صاحب مشروع الفيلم يؤكد أنّه نجح في إقناع حسن يوسف بينما يقول الأخير إنّه وافق مبدئياً وينتظر السيناريو. كان طلعت زكريا قد لعب بطولة فيلم "طباخ الريس" قبل أربع سنوات حين شاهدنا خالد زكي يؤدي دور الرئيس المصري السابق حسني مبارك وبعدها نبتت فكرة فيلم "حارس الرئيس". طلعت زكريا هو الخيط الذي يجمع بين الفيلمين. لقد كان طباخاً في الأول، وسوف يصبح حارساً في الثاني. الغريب أنّ في اللقاء الخاص الذي جمع بين حسني مبارك وطلعت زكريا قبل إجباره على التنحي بثلاثة أشهر فقط، كان زكريا يعرض عليه فكرة فيلم "حارس الرئيس". وأشارت الصحف وقتها على لسانه إلى أنه بعدما حصل على موافقة الرئيس، لن تستطيع الرقابة أن تقف في طريقه. مفارقة بالطبع أن يكون فيلم صُنع من أجل مبارك يتم "تقفيله" الآن لحساب مرسي. هل كان مبارك مجرد مستمع لما قاله طلعت أم أنّه أضاف أشياء أو استحسن أشياء؟ وهل من حق مبارك أن يتمسك بحقه في براءة اختراع الفيلم والاحتفاظ بحارسه الخصوصي؟ هل توافق الدولة المصرية من خلال الرقابة على تقديم شخصية مرسي؟ قبل "ثورة 25 يناير"، عندما كانت الرقابة تسمح على استحياء بالاقتراب من شخصية مبارك، لم يكن الأمر يمر ببساطة. كانت أولاً تشترط ألا يحدث تماثل شكلي بين الممثل الذي يؤدي الدور والرئيس. وفيلم "طباخ الرئيس" على سبيل المثال، كان شرط الموافقة عليه مرتهناً بألا يتم تقليد مبارك، ورشح تباعاً عادل إمام ثم محمود عبد العزيز حتى وصل الدور إلى خالد زكي. كانت هناك رغبة من الدولة في أن تقدم شخصية مبارك بقدر كبير من التعاطف. وربما تجد في أفلام قُدمت قبل الثورة مثل "زواج بقرار جمهوري" وبعد ذلك "ظاظا" شيئاً من محاولة إضفاء القدسية على شخصية الرئيس. بعد ثورة الربيع، شاهد الناس الرئيس في القفص يصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، فسقط المقدس. لم يعد هناك أي مبرر يمنع تقليد شخصية الرئيس مثلما تعمّد خالد زكي ألا يقترب من لزماته الشهيرة في فيلم "طباخ الرئيس". كانت الدولة قبلها ببضع سنوات قد ترددت في التصريح بعرض فيلم "زواج بقرار جمهوري" إلا بعدما شاهده جمال مبارك في عرض خاص، ووجد أنه لا يقدم إلا ما يرضي الرئيس. كذلك، كان من شروط تنفيذ فيلم "ظاظا" ألا يقدم شيئاً يوحي بمصر وبالتالي منع أي تماثل محتمل بين ظاظا والرئيس. من الممنوعات أيضاً الاقتراب من الأسرة. ولهذا في "طباخ الرئيس"، لم نر لا سوزان ولا علاء أو جمال، فكان الرئيس يأكل منفرداً ما صنعه له الطباخ طلعت زكريا. الآن، الرئيس يُنتقد بضراوة في العديد من الفضائيات ووصل الأمر إلى الذروة في برنامجي إبراهيم عيسى "هنا القاهرة" وباسم يوسف "البرنامج". مهدت البرامج التي كانت تنتقد مبارك قبل الثورة لزيادة مساحة الحرية الدرامية. صحيح أنّ الرئيس ظل ممنوعاً وعصياً على الاقتراب الدرامي، ولكن الآن تغير الأمر وأصبح رئيس الجمهورية في متناول الجميع، وسقطت الهالات وتبددت المسافات. هل من الممكن أن يؤدي طلعت زكريا دور حارس الرئيس؟ بالتأكيد، سيتقمّص طلعت دور الحارس ولا أتصوّر أنّه سوف ينافق الرئيس هذه المرة مثلما فعل في فيلم "طباخ الرئيس" حيث كان الهدف هو تفريغ شُحنة الغضب بعيداً عن الرئيس وإلصاقها بالحاشية. "حارس الرئيس" الذي يكتبه الآن مؤلف "طباخ الرئيس" يوسف معاطي تسمح الرقابة بتداوله بسهولة ولكننا في الحد الأدنى سنشاهده عبر "اليوتيوب". ويبقى السؤال عمن يؤدي دور الرئيس؟ حسن يوسف لا يزال متردداً، لم يحدد موقفه بعد فما رأيكم أنتم بمن يؤدي دور الرئيس مرسي؟