لأن الإصابة بالسرطان ليست نهاية العالم كما تظن أي إمرأة أصابها الداء الخبيث، ولأنّ التقدّم العلمي في الطب وصل إلى مراحل غير مسبوقة مما جعل الشفاء منه كليّاً أمراً أقرب إلى الواقع من المستحيل. على المرأة  المصابة بالسرطان أن تدرك أسس العناية بجمالها في هذه المرحلة من حياتها، التي قد تختلف عن الأسس التقليديّة، والتي عليها اتباعها لتشعر بأنوثتها وتتغلّب على المرض.

ولعل من أبرز هذه الأسس التحضير لمرحلة العلاج، من خلال الاستغناء عن مواد المكياج، وكريمات العناية بالبشرة المشكوك بجودتها، أو التي اقتربت نهاية صلاحيّتها، لأن مرحلة العلاج مرحلة دقيقة تتطلب الاهتمام المفرط في اختيار المواد التي تستعملها المصابة لجمالها. والتي عليها سؤال طبيبها المعالج عنها مباشرةً.

يذكر الدكتور فادي نصر أخصائي الجراحة الجلدية التجميلية من مدينة الرياض، رغم أنّه ليس من الضروري أن تفقد المرأة المصابة شعرها خلال العلاج الكيميائي، فإنه من الأفضل لها قص شعرها، قبل الدخول إلى مرحلة العلاج، وذلك بهدف جعل من حولها يعتادون على شكلها الجديد. وعلى المصابة أن لا تشعر بالحرج إذا تحوّلت إلى صلعاء، وأن تتذّكر أنّ الكثير من نجمات هوليوود يتبعن هذه الموضة المميّزة. يشير دكتور نصر أنَ خلال مرحلة العلاج الكيميائي، تتضرر البشرة من جراء علاج مرض السرطان، مهما كان نوعه. لذلك من الضروري الاهتمام بها كي تستعيد جمالها ونعومتها. يقال إن الجانب الجمالي يؤثر بشكل كبير على نفسية المريض خلال العلاج وبعده، خصوصاً المرأة. فالقلق يبقى موجوداً لبعض الوقت، لذا تنصح المرأة بالاهتمام بشكلها الخارجي استعداداً للعودة إلى حياتها الطبيعية.

ينصح دكتور فادي نصر المرأة المصابة بالسرطان بالحلول التالية لاستعادة رونق بشرتها:

-         على المصابة أن تعرف أن بشرتها تحتاج للترطيب بشكل مضاعف، لذا عليها الإكثار من شرب الماء خلال نهار، وترطّيب بشرة الوجه والجسم بشكل دائم.

-         أثناء العلاج، لا تفكر المريضة سوى باستعادة صحتها، لكن عندما تعود الأمور إلى سابق عهدها تستعيد اهتمامها بشكلها. لذلك ننصح المرأة بوضع الماكياج بدلاً من احتساب عدد الجلسات المتبقي، وبالتخطيط لقصد المزين مع الانتهاء من جلسات لعلاج الكيماوي.

-         الاعتياد على تنظيف البشرة كل مساء بواسطة منتجات لا تتجاوز درجة حموضتها حموضة البشرة أي حوالى 5 درجات. تجنبي استعمال الصابون واستبدليه بـ(الجيل) المنظف صباحاً ومساءً.

-         بعد الانتهاء من تنظيف البشرة، رطبيها بواسطة منتجٍ تحبينه. اختاري المنتجات الغنية وضعيها على البشرة الجافة كي تمتصها بسرعة أكبر. يمكنكِ الحصول على أفضل الماركات من الصيدلية وبأسعار جيدة. تجنبي تقشير الوجه والاستحمام بالماء الساخنة.

-         في حال زوال اصطباغ البشرة، يمكنكِ استعمال الكريم الملون. إذا لم تحصلي على النتيجة المرجوة، ننصحك باللجوء إلى الليزر (المصابيح الوامضة) بعد الانتهاء من علاج السرطان. في كل الأحوال، لا يعتبر التعرض للشمس والاسمرار حلاً.

-         معالجة حب الشباب: يختلف حب الشباب الذي يظهر بعد العلاج عن حب الشباب خلال فترة المراهقة. من الصعب تحمله، لذلك يجب استشارة طبيب الجلد وعلاجه باستخدام المنتجات التي يصفها.

-         انتبهي إلى الحساسية من الشمس فعندما تستعملين هذه المنتجات، يمنعكِ الطبيب من التعرض لإشعة الشمس لأسابيع عدة.

-         إذا اقترب فصل الصيف، استعملى الكريمات الواقية من الأشعة ما فوق البنفسجية، لكن تجنبي التعرض للشمس لفترة طويلة كي لا يظهر بعض البقع المحتملة.

-         حكة واحمرار: قد تظهر هذه العوارض بعد العلاج الإشعاعي. عليكِ الانتباه أيضاً إلى نوع مسحوق الغسيل المستعمل، فالجسم قد يصبح حساساً جداً بعد العلاج. عليكِ أن تصبري فهذه العوارض قد تزول بعد أسبوعين أو ثلاثة، وفي حال لم تزل، لا تترددي باستشارة الطبيب كي يصف لك الكريمات المناسبة.

-         إزالة الشعر: تشكل إزالة الشعر مشكلةً للنساء بعد العلاج، فالبشرة تصبح حساسة أكثر. عليكِ في هذه المرحلة تجنب الشمع والكريم المزيل للشعر واستبدالهما بالشفرة، فحلاقة الشعر بلطف تبقى الوسيلة الأفضل•.

-         الندبات: قد تظهر بسبب اللجوء إلى الجراحة. عليكِ الانتظار حتى تلتئم قبل استخدام الليزر، فهو الوسيلة الأكثر فاعلية في هذا المجال. لكن قبل كل شيء، عليك إعلام اختصاصي الأمراض السرطانية. قد تزول الندبات نهائياً بالليزر.