يقف العجوز الكولمبي ميغويل ريستريبو (62 عاماً) إلى حين تنزل زوجته ماريا غارسيا من فتحة المجاري إلى بيتهما الحميم. أجل إنه حميم بالنسبة لهما فقد جمعهما سنين طويلة وحماهما من البرد والحر والمطر والعواصف.   يعيش الزوجان هنا منذ عشرين عاماً، وتحتوي المساحة التي استطاعا اللجوء إليها في مجاري وسط المدينة على تلفزيون ومروحة وسرير. وهناك أيضا موقد صغير يطهوان عليه أي شيء يحصلان عليه. وربما يسخنان الماء أو يعدان الشاي وهكذا أمور تحدث في أي بيت في العالم. المساحة هنا ثلاثة أمتار مضروبة في اثنين أما ارتفاع هذه الشقة فهو متر وأربعة سنتمترات.   ليس هذا فقط، يقتني الاثنان كلباً! أجل نعم كلب مالمشكلة؟ لقد وجداه شريدا هو الآخر وجائعا في ليلة باردة فأشفقا عليه وتقاسما معه الدفء القليل الذي يملكانه. في الكريسماس الماضي مثلاً، جلب الاثنان صنوبرة صغيرة قديمة عثرا عليها ووضعاها فوق المنزل للاحتفال بالأعياد، رأس بلاستيك قديم لبابا نويل، كان كفيلا بأن يكون زينة الشجرة واحتفل الزوجان بالعيد.   أي حب جمع هذين الزوجين وأي قدرة على الاحتمال. سنوات طويلة يعيشان تحت إسفلت العالم، يهزل جسداهما معا ويصبحان هكذا عجوزين ضعيفين مع كلبهما في المنزل الفريد من نوعه!   يريد المصور أن يلتقط صورة لهما معا في الداخل يستلقي ميغويل وتضع ماريا رأسها على عظام كتفه والكلب ينظر أيضاً وفلاش الكاميرا يضيء وجوههم من فتحة المجاري! لا يضحك أحد في هذه الصورة، المصور فقط يبتسم لهما مودعاً.