مكب النفايات ليس ببعيد عن العاصمة بغداد، من حيث تخرج هذه المرأة كل يوم مغادرة بيتها المعدم لتبحث عن قوت يومها ويوم طفلتها.   إنها واحدة من بين آلاف الأرامل في العراق، بلاد يعيش ربع سكانها تقريبا تحت خط الفقر بحسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية.   هنا تبحث هذه المرأة وغيرها كثيرات عن العلب البلاستيكية يجمعنها ويبعنها للشاحنات التي تنقلها للمصانع وتبيعها بدورها ليستفاد منها في عميلة التدوير بآلاف الدنانير، في حين بالكاد تقضي جامعات القمامة حاجات يوم واحد بقيمة ما يبعن به هذه العلب.   ولكن مالعمل؟ إنها مهنة المستضعفين: النساء والأطفال والمراهقين هم فقط العاملين فيها، وهم من يتنافس عليها. ولكن ذلك لا يجعل المجتمع أكثر تعاطفا معهم، فالنساء يتلثمن لكي لا يكشف هويتهن أحد، فالنظرة الدونية وتحقير أقرب الأقربين تجلد من انكشفت طبيعة عملها.   كما أن هذا لا يمنع البعض من رمي عبوات ناسفة بين النفايات، تنفجر في جامعات القمامة وجامعيها مخلفة عاهات أو إصابات جسيمة أو تشوهات وحروق بالغة. وإن نجى البعض منها فإن غالبيتهم مصابين بأمراض الحساسية والرئة.   أحيانا لا تجد المرأة في هذه الصورة من يعتني بطفلتها أثناء غيابها اليومي، فتجلبها معها معرضة إياها لكل أنواع الخطر والأمراض بينما تبحث هي عن ما تيسر من البلاستيك!     اقرأي أيضاً: زكية عبدالله: تبكي من ذكرى حبيب ومنزل لوتشي آراتشي: عن حق الفقراء في تسريحة شعر حلوة