تحصل امرأة مشردة بلا مأوى أو وظيفة على قصة شعر مجانية وصبغة وتسريحة جميلة عند الفرنسية لوتشي إيراتشي. مصففة الشعر الشهيرة التي تملك الآن سلسلة من صالونات الحلاقة المخصصة للمحتاجين غير القادرين على الذهاب إلى الكوافير. تحلق لوتشي لزبائنها من المتشردين والمتشردات والفقراء والعاجزين عن دفع الفاتورة بسعادة، كيف لا وهي تدافع عن حقهم في الجمال والأناقة! جاءت لوتشي إلى العاصمة الفرنسية وهي في عمر الخامسة عشر، تبعت خطى شقيقتها جوزفين التي أتت قبلها وأصبحت حلاقة شعر هي الأخرى. ولمهارتها وجدت لوسيا لنفسها موطئ قدم في أشهر صالونات الشعر الباريسية ومراكز التجميل آنذاك، فعملت مع بيتر لييندبيرغ، بيتينا ريم، وحتى إيف سان لوران... وفي العام 2000 افتتحت صالونها الخاص في حي سان جرمان دو بريه. نجح محل الحلاقة في وقت قصير وجلب إليه الكثير من أرجل الزبائن، وعن ذلك تفسر لوتشي سر نجاحها أنها عاملت وتعامل كل زبون دائماً باعتباره "VIP"، وبعد عامين من افتتاح أول صالوناتها أنتجت مستحضرات تجميل تحمل اسمها.. إنها امرأة دؤوبة فعلاً. تملك لوتشي الآن صالونات مختلفة تقدم خدمة التجميل للمحتاجين والمحتاجات، وذلك لقناعتها أن الصورة الجميلة والظهور بمظهر جميل هو جزء من سعادة البشر، خاصة اولئك الذين يمرون بظروف صعبة وتجارب قاسية وأحوال مادية عسيرة. منطلقة من هذه القناعة النبيلة افتتحت لوتشي "صالون التجميل الاجتماعي" المسمى "جوزفين لجمال النساء"، ليحمل اسم شقيقتها، التي علمتها المهنة، وقد فقدتها الآن ولكنها ظلت وفية محبة لذكراها. تعمل لوتشي الآن على تأسيس شبكة كاملة من هذه الصالونات في فرنسا دفاعا عن حق الفقراء في الظهور بمظهر جذاب، مؤكدة أن الهدف هو جعل "زبائن" هذه الصالونات يشعرون بشكل أفضل حيال أنفسهم وبثقة أكبر بحضورهم. في العام 2009 حصلت لوتشي، التي اعتبرت ناشطة اجتماعية، على جائزة تقديرية من الدولة الفرنسية لمساهمتها في المجتمع. وهي تحلم الآن بأن توسع شبكة صالوناتها الاجتماعية لبلدان أخرى من العالم.     اقرأي أيضاً: زكية عبدالله: تبكي من ذكرى حبيب ومنزل هيلين تلاكم الفقر في مكب النفايات