إذا كنت تنوين زيارة عُمان، فلا بد أن تعرفي أن جمال عُمان الحقيقي لا يتجلى في الفنادق الفخمة والشوارع والعمارة. بل تفتح لك عمان أسرارها إن شددت الرحال إلى الطبيعة الخلابة. وكل ما تحتاجين إليه خلال هذه الرحلة هو سيارة دفع رباعي تعينك على السير في الطرق الوعرة وكيس نوم لليل مع الإلمام ببعض الكلمات الإنجليزية. وتزخر الطبيعة في سلطنة عمان بمصادر المياه الطبيعية التي تلطف الجو وتنعشه؛ حيث تتفجر الجداول المائية والشلالات والحمامات الطبيعية في كل مكان بالسلطنة. وتُعد مدينة "نزوى"، التي تبعد عن العاصمة مسقط بنحو ساعتين، نقطة انطلاق رائعة للرحلات البرية. ويمثل سوق المدينة الذي يشتم السياح روائحه الفواحة من مسافة بعيدة أبرز المعالم السياحية بها. ويمتاز سوق المدينة بإيقاعه الصاخب أيضاً؛ حيث يرى السائح هناك سوق الخراف والماعز. وعلى بعد أمتار قليلة يرى السائح عمالاً وهم يقطعون رؤوس أسماك القرش والتونة والسردين ويكدسونها فوق بعضها البعض. وعلى مقربة من هذا المشهد يسود جو مختلف تماماً؛ حيث تعبىء روائح جوزة الطيب والكمون والكركم، التي تفوح من سوق التوابل، الجو. ولا يغطي على هذه الروائح الفواحة سوى رائحة البخور الذكية التي تنبعث من مباخر صغيرة في جميع أرجاء عمان. ويتم جلب البخور من جنوب عمان على وجه الخصوص وتصديره من هناك إلى جميع أنحاء العالم. ومن مدينة "نزوى" تتواصل الرحلة إلى جبل "شمس" الذي يُعد أكبر جبل في عمان. وعلى الرغم من ارتفاعه الذي يزيد على 3000 متر بكثير، إلا أن السياح يمكنهم صعوده بالسيارة بكل أريحية. وأسفل القمة الجبلية توجد منصة مراقبة مسطحة يفترشها تجار السجاد. ومن حافة الجبل المُؤمنَة بحبل متصلب يمتد لبضعة أمتار قليلة فقط ينظر السياح إلى عمق سحيق؛ حيث تتبدى لهم إطلالة فريدة من نوعها على أخدود مترامي الأطراف والذي يمكن وصفه بغراند كانيون عمان (من أكبر وأشهر أخاديد العالم بولاية أريزونا الأمريكية) عن جدارة واستحقاق. وفي الأفق البعيد يمكن رؤية بعض الأشخاص الذين يسيرون في دروب التجول والتسلق الواقعة على ارتفاعات شاهقة تصيب المرء بالدوار. ويمنح المبيت في الهواء الطلق داخل خيمة منصوبة على هذه الارتفاعات الشاهقة السياح إحساساً بالمغامرة لا يقل عن السير في دروب التجول والتسلق هذه. ويشعر السائح بأمان أكثر في وادي «بني عوف» القريب والذي يقع داخل الأخدود الشاسع. وبعد رحلة هبوط شاقة عبر منحدرات متهدمة يجد السياح مكاناً هادئاً للنوم أسفل الأشجار في انتظارهم. وخلال السفر باتجاه الجنوب تتواصل الرحلة إلى صحراء «رمال وهيبة». ويسخر عشاق صحراء «الربع الخالي» من هذه الصحراء ويطلقون عليها اسم «صندوق الرمل»، غير أن ارتفاع الكثبان الرملية هنا يقدر بالأمتار. وتتوافر هنا عدة مخيمات صحراوية تقدم للسياح خيماً ومواد غذائية. وتقدم هذه المخيمات الصحراوية للسياح جميع الأنشطة السياحية؛ حيث تمتد الباقة من التزلج على الرمال مروراً بركوب الجمال ووصولاً إلى ما يُعرف باسم «كثيب الضرب» (Dune Bashing)، أي الاندفاع بالسيارة على الكثبان الرملية. غير أن هذا له تأثير كارثي على النظام البيئي للصحراء؛ حيث يتسبب ضجيج السيارات والدراجات الرباعية (Quad Bikes) في تهجير الحيوانات الصحراوية من مآويها، كما أن هذا الضجيج يكسر حاجز الصمت الرهيب الذي يخيم على هذه الصحراء والذي يمنحها طابعها المتفرد. لمزيد من المعلومات زوري موقع: www.omantourism.de