تزخر مدينة اسطنبول التركية بالعديد من المعالم الأثرية العتيقة التي تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، منها مثلاً ما يُعرف باسم "القصر الغاطس"، وهو عبارة عن صهريج عملاق تم بنائه تحت الأرض ليكون خزاناً لإمداد اسطنبول القديمة وسكانها وجيشها بالمياه العذبة في حالة حصار المدينة. ويقع القصر الغاطس، الذي يُعرف أيضاً باسم "صهريج بازليكا"، بالقرب من جامع ومتحف وكنيسة آيا صوفيا بمنطقة السلطان أحمد، وتم تشييده في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان في الفترة من 532 إلى 542 ميلادية.

وينصح المؤرخ التركي أتيلا تاسكي السياح بزيارة القصر الغاطس في الصباح بعد فتح أبوابه أمام الزوار في تمام الساعة 09:00 أو في وقت متأخر بعد الظهيرة، وهي الفترة التي لا يتدفق فيها أعداد غفيرة من السياح على هذا الصهريج.

أسطورة الميدوزا

وأضاف تاسكي :"تعتبر رؤوس الميدوزا المنحوتة من أبرز عوامل الجذب السياحي في القصر الغاطس". وكانت تستخدم كقاعدة لاثنين من الأعمدة الداعمة. وأثناء تشييد هذا الصهريج اضطر العمال إلى تعويض ارتفاع الأعمدة، التي يرجع معظمها إلى العصر الروماني، من خلال استعمال الخامات المتوافرة في المنطقة.

وترجع أسطورة الميدوزا إلى الحضارة اليونانية القديمة، حيث كانت الميدوزا في البداية فتاة جميلة، غير أنها مارست الجنس مع بوسيدون في معبد آثينا وهذا ما جعل آثينا تغضب، فحولتها إلى امرأة قبيحة المنظر كما حولت شعرها إلى ثعابين، وكان كل من ينظر إلى عينيها يتحول إلى حجر.

وتغطي أرضية هذا الصهريج طبقة من المياه الصافية يبلغ ارتفاعها 40 سنتيمتراً، ويلقى بها السياح العديد من العملات المعدنية، ولا يسبب هذا الأمر أي إزعاج للأسماك الكبيرة التي تسبح في المياه الصافية وتأكل من الخبز الذي يلقيه لها السياح.

 جيمس بوند

وخلال حقبة الستينيات من القرن الماضي ظهرت الأجواء الداخلية للقصر الغاطس لأول مرة للجمهور، حيث قام جيمس بوند بالتجديف داخل خلال هذا الصهريج للوصول إلى المدخل السري للقنصلية السوفيتية خلال أحداث فيلمه الشهير "من روسيا مع الحب". وكان مستوى المياه آنذاك أعلى من المستوى الحالي، وكانت طبقة الطين والطمي أكثر سُمكاً. وخلال حقبة الثمانينيات تم فتح أبواب القصر الغاطس أمام السياح بعد إجراء العديد من أعمال التنظيف والتجديدات الشاملة.

وتتدفق أعداد غفيرة من السياح على القصر الغاطس عندما ترتفع درجة الحرارة بمضيق البسفور، لكي ينعموا بالهواء البارد المنعش على الرغم من وجود بعض الرطوبة. وتبلغ تكلفة دخول صهريج بازليكا حوالي 10 ليرة تركية، ويضم الصهريج أيضاً مطعماً فاخراً يقدم للسياح أشهى الأطعمة والمشروبات التي تخفف عنهم ظمأ الصيف الشديد.

اقرأي أيضاً: 

7 أماكن فخمة للتخييم في أوروبا 

"آخن زيه" سياحة علاجية وجمالية في النمسا