أيها القراء الأعزاء مسألة اليوم  للزوجة (هنادي) التي تزوجت من زوجها من 12 عاماً، لديها منه اربع ابناء بنتين وولدين، ظاهريا كما قالت هو زوج متمسك بدينه لدرجة أنه يصلي بالمسجد و يبات أصحابه معه بالبيت بحجة أنهم يجتمعون على قراءة القرآن وجلسات الخير. لكني أعيش مع هذا الملتزم ظاهريا أسوأ أيام حياتي لأني تعلمت من أبي وأهلي أن الدين ليس صلاة وصوم وحجاب فقط، بل إن الدين المعاملة وأنا رأيت كل ألوان المهانة طوال 13 سنة. ولكني اليوم قررت طلب الطلاق لأني اكتشفت أن زوجي كان يضرني ضمن مسلسل المهانة والذل يضربني تقليدا لأصحابه الذين يفتخر كل واحد منهم بعدد المرات التي ضرب فيها زوجته . وليت الأمر انتهى عند ذاك السبب لكن تعدت الأمور حدودها عندما قال لي بالأمس بعد ضربه لي أن ضربه لي عبادة وتنفيذا لأمر الله في معاملة الزوجة . قلت لها: أعوذ بالله وحاشا لله وكلامه أن يأمر بذلك إن زوجك وغيره يفهمون المعني القرآني خطأ لأن كلمة ( واضربوهن) جاءت مقيدة بحدود معينة في ظروف محددة ولصنف معين من الزوجات اللاتي خرجت عن الحد في نشوزها ولم يفلح معها النصح ولا الوعظ ولا الهجر. وحتى الضرب نفسه إن وجدت تلك الظروف فهو ضرب بسواك صغير لا يتعدى حجم فرشاة الأسنان و ليس بعصا كعصا جنود الشرطة أو بسلك قطره أغلظ من ساعد الإنسان ولا بحديد ولا بلكمة على الوجه ولا بصفعة ولا بكسر ضلع إنه ضرب بسواك أشبه بالدلع والتدليل وأقرب لهما. وليس بضرب يذكر و بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق النساء عند الرجال: (لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم). قالت الزوجة: وليت الأمر وقف عند ذلك الحد ولكني أعاني من إهانة أصحابه لي فهم ينادون علي لإحضار ما يريدون من طعام وشراب بكل قلة احترام (تعالي يا حرمة جيبي كذا سوي كذا أنت ما سمعتي حريم عايزه الضرب) وعبارات من هذا القبيل. وأنا والله أعزائي القراء لا أصدق ما أسمع من شدة الصدمة وأقول إن الدين بريء من هذه التصرفات وما النساء في الإسلام من عظم مكانتهن إلا شقائق الرجال كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم. و أن على الزوج احترامها و التعاون معها وعدم إيذائها يقول الرسول الكريم ( اتقوا الله في النساء) وفي رواية (اتقوا الله في الضعيفين : الطفل والزوجة) أبعد ذاك الشرع الحكيم ندعي أن تصرفات هؤلاء الأزواج من الدين لا والله فالدين والإسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف ابن يعقوب عليهما السلام . قالت الزوجة : ومن المهانة كذلك أنه يعيرني عندما أضرب بقوله : لماذا تذهبين لبيت أهلك حين أضربك أنت يجب تجلسي في الشارع مثل زوجات أصحابي يفعلن. فهو حتى ذهابي للإستنجاد بأهلي يعتبرها جريمة في حقه، ويقول لي : مشكلتك إنك لك أهل... يا سيدي : لقد بدأت أحس بالدونية فقدت ثقتي بنفسي،أرى فيه انتقام أشعر بالذل والمهانة إنه حين يضربني يضعني على السرير و كأنه يلاكم خصما في حلبة مصارعة،ويضربه بكل قوة، وأيضا هو بخيل علينا جدا أما على أصدقائه فما أكرمه! وحتى عندما أتزين في البيت يسبني ويضرني. وإذا وجدني يوما أجلس أشاهد برنامجا أستفيد منه يجري ليغلقه أو يقف أما الشاشة، ليضايقني وهو لا يمزح بل يفعلها بجد وبقصد . لا احترام ..لا أمان عندما أراه صرت أخاف منه و أنكمش كالقنفد.كل هذا تحملته يا سيدي لكن سر طلبي للطلاق اليوم هو أولادي الذين تأثروا نفسيا بما جرى ويجري، فابنتي الوسطى تأكل أظافرها وتقطعها و البنت الكبرى تتبول مرتين أو ثلاث دون تحكم و الولد الأصغر صراخ وبكاء متواصل و الولد الكبير بدأ يفشل في المدرسة وكلما دخلت عليه وجدته يرسم رسومات لي ولأبيه أبكي عندما أراها. لذلك أسأل هل يحق لي طلب الطلاق؟ فأجبتها دون تردد : إن صح ما قلتي عن زوجك فإن لم يعالج نفسه نفسيا و يغير معاملته وفهمه السقيم عن الزوجة فالطلاق في مثل حالاتك واجب شرعا والله أعلم . اقرأي أيضاً: قصة واقعية: عائلتي المعنفة والسبب مصروفي زوج يخيط فم زوجته