هل تذكرين المرأة الأفغانية التي ظهرت على غلاف مجلة "التايمز" في صورة أقلقت راحة العالم؟ لا سيما الناشطين في حقوق المرأة والإنسان. إنها تلك الفتاة الجميلة التي قطع زوجها أنفها وأذنها، في عادة معروفة في أفغانستان والباكستان، حيث ينتشر جدع أنف المرأة لاضطهادها.

أول من أمس كشفت الأفغانية الشابة عائشة محمد زاي  (19 عامًا) عن نتائج الجراحة الترميمية التي خضعت لها لإعادة بناء وجهها.

لقد قام الأطباء  بوضع مادة "السيليكون" لنفخ منطقة تحت الجلد من أجل توسيع بشرتها وتزويدها بأنسجة إضافية للحصول على أنف جديدة، وتم أخذ الأنسجة من ساعدها وزرعها ليتم تشكيلها كبطانة داخلية للجزء السفلي من الأنف.

تماثلت عائشة لشفاء من الجروح، ولكنها تعيش مع الندوب التي تغطي وجهها، وتحدثت للمرة  الأولى على شاشة تلفزيون  وسردت قصتها المأساوية والأحداث التي مرت بها.

قالت عائشة: "كل يوم كنت أتعرض للاعتداء من زوجي وعائلته سواء كان نفسيًا وجسديا. فلقد كان أبي يدين لأحد مقاتلي  حركة "طالبان" بالمال فوعده بالزواج من ابنته التي لم يتجاوز عمرها 12 عامًا مقابل إسقاط أحد ديونه، وسلمني أبي حينها إلى ذلك الرجل الذي يدعى زوجي الذي بدوره قام بإجباري على النوم مع الحيوانات. وفي يوم من الأيام أصبح الوضع لا يطاق لم أستطع أن أتحمل كل ذلك الاجحاف فهربت من المنزل ولكن تم القبض على و وضعي في السجن لمدة 5 أشهر، عندما خرجت أرسلني القاضي مرة أخرى إلى زوجي وفي تلك الليلة أخذوني إلى الجبال وقاموا بتقييد يدي وقدمي قالوا لي إن عقابي هو قطع أنفي وأذني ونفذوا ذلك بكل وحشية".

وأضافت عائشة إنه بعدما قام زوجها وأسرته بفعلتهم تركوها في الجبال وهي تصارع الموت ولكنها استمرت في المشي حتى وصلت إلى منزل جدها. و تابعت : "أريد أن أقول لجميع النساء الذين يعانون من سوء المعاملة والاضطهاد أن لا يخفن وأن يقوين أنفسهن ولا يفقدن الأمل مهما حدث والأهم من ذلك أن لا يسكتن على كل ما يتعرضن له ".

و تواصل عائشة:" بعد قطع أنفي وأذني، شعرت وكأنه كان هناك ماء بارد في أنفي ، فتحت عيني ولم أتمكن من رؤية أي شيء بسبب الدماء التي كانت تغطي وجهي" وقد  أسرع جدها ووالدها بعد ذلك بها إلى مرفق طبي أميركي، حيث قام المسعفون بالاعتناء بها لمدة 10 أسابيع.  ثم تم نقلها إلى ملجأ سري في كابول ثم تم نقلها جوا إلى الولايات المتحدة من قبل مؤسسة "غروسمان بيرن" للبقاء مع عائلة مضيفة".

عائشة التي لم تلتحق بالمدرسة تعيش الآن، في الولايات المتحدة بعدما ساعدتها جمعيات خيرية في أفغانستان، وقالت "إنها لديها الآن عائلة جديدة تقوم برعايتها باعتبارها واحدة منهم".