مسألة اليوم للزوجة (حنان) التي تزوجت من زوج من جنسية مختلفة عن جنسيتها. ولم تكن هذه هي المشكلة لأنهما متزوجان عن حب كما ذكرت وقد رزقا بثلاثة أبناء.   والزوجة تعمل وراتبها أعلى بكثير منه، وكان من شدة حبها له أن أوهمت أهلها بأن زوجها اشترى لها شبكة قيمة و قبضت منه المهر ذلك لأن أهلها في بلدهم وهي مغتربة مع زوجها المغترب عن بلده الأصلي أيضا في إحدى دول الخليج و مضت الأيام بينهما لمدة سنة في هدوء.   تقول الزوجة: حتى بعد السنة الثالثة من زواجنا بدأت أرى إلقاء المسئولية كاملة علي ماديا فأنا أدفع فرق مصاريف المدارس 3 أضعاف ما يدفع هو و أنا أدفع فرق الإيجار و مصروف البيت تسعين بالمائة علي، وكذلك فلوس المدرسين وخصوصياتي و كثيرا ما أقدم له الهدايا تعبيرا عن حبي و ما فكر هو يوما أن يهديني وردة!   لا أدري هل أنا رخصت نفسي بتلك التضحيات؟ هل يظن أنه أفضل مني و أن يمن علي بأن تزوجني؟ وأنا ولله الحمد جميلة موظفة متوسطة الالتزام و مما جن منه عقلي أنه منتهى الذوق والاحترام في تعامله مع الناس والكل يشهد له بالاتزان والالتزام لكن معي أنا هو إنسان آخر.   قلت لها : كيف يعاملك ؟ قالت : من يوم أن بدأت أطلب منه تخفيف الحمل عني ماديا فأنا لم أدخر شيئا للمستقبل بدأت الخلافات و السب والضرب المبرح و العصبية على كل كبيرة وصغيرة. ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد لا بل بدأ يؤذي أولادنا نفسيا و معنويا وجسديا فيضربهم بقوة، لأصرخ عليه فيشتعل البيت نارا وهكذا صارت الحياة من عشر سنوات جحيما لا يطاق، واثنين من الأبناء أعالجهم من التبول اللاإرادي مما يرونه في البيت من عصبية وضرب وتكسير.   فسألت الزوجة : وما ردة فعلك حين يتعصب عليك ؟   قالت : كنت أسكت طوال 5 سنوات الأولى لكني وجدته يزيد فتحولت مثله أرد وأمد يدي و أرد له السب وأنا ما كنت كذلك و لن أهلي ربوني أرقي تربية وأنا حاصلة على الدكتوراه وهو راسب في الجامعة فدلني ماذا أفعل يا سيدي؟   الجواب : أنا أقدر ما تعانيه من متاعب نفسية و جسدية لسوء المعاملة التي ذكرتها لكني أود أن أقول لك أنت وقعت معه في عدة أخطاء أظن أنها هي سبب هذه الخلافات المستمرة وهي:   1-أنت عودت زوجك من البداية على المشاركة دون وضع ضوابط واتفاق مسبق وحدود للمشاركة. وهذه مسألة في منتهى الخطورة فلابد أن يتفق أي زوجين في البداية على تقسيم الدخل والمصاريف من سيتحمل هذه ومن سيتحمل هذه و يستحب لو شهد أحد المقربين لهما على هذا الاتفاق الودي لكي لا تختلط الأوراق فإن زاد أحدهما بشيء من خاطره ومن نفسه فجزاه الله خيرا و لكن كما يقولون ( اللي أوله شرط أخره نور).هذا هو الخطأ الأول الذي وقعت فيه ويجب من الآن تعديل هذا الوضع المادي بينكما من الآن؟   2-ليس هناك زوج يسب ولا زوجة تتعصب بدون أسباب. وأكبر طبيب لزوجك هو أنت فأنت تعرفين طبعه و مزاجه لأن زواجكما من 12 سنة يعني أنت تعرفين من أين تؤكل الكتف. أي ما الذي يفرحه وما الذي يستفزه فمن المحتمل أنه يتعصب لأنك تعايريه مثلا بقلة النفقة، مع علمك بأن دخله بسيط – وقد تكوني تؤنبينه على مساعدته لأهله وتقولين له نحن أولى من أهلك هذا أيضا خطأ في التعامل مع المشكلة فالكل له حق في زوجك ونصيب، من زوجة وأبناء ووالدين وإخوة وأقارب فالمشكلة هي في طريقة التعامل – وقد تكونين من الزوجات اللاتي لا يأخذن رأيه في تصرفاتها المالية حتى لو كان الراتب يخصك فهي من باب تكبير الزوج واحترامه فقط. وقد تكونين من الزوجات اللاتي يجعلن المشاركة المادية فقط في حال عاملها زوجها بالحسنى فإن أساء قطعت عنه المساعدة و هذا يستفز الزوج ويشعره بروح العناد والبغض للزوجة لأنه في النهاية لن يتصور يوما أنك أنت الرجل وهو المرأة يستحيل حتى لو كنت تنفقين في البيت أكثر منه. فسألتها : أي تلك الأخطاء أصبت وفيها وقعت؟   قالت الزوجة : كلها مع الآسف وقعت فيها .   قلت لها: أول طريق لحل المشاكل هو الاعتراف بصدق بما لنا وما علينا اذن فاذهبي وابدئي معالجة تلك الأخطاء كما بينت لك، واستعيني بالله ولا تعجزي وإن واجهت صعوبة في البداية فتحملي حتى يوقن الزوج أنه وأولادك وبيتك أهم عندك من أموال الدنيا و أن رضاه هو طريقك لرضا الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم : (عاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم) . اقرأي أيضاً: سعودية تتنكر بزي رجل وتعمل سائق حافلة