ما أن تدخلي مقهى "ماما تاني" حتى تشعري بالجو  الإماراتي الأصيل والعصري يلف المكان. بعيداً عن ضجيج الخارج وملل المقاهي التقليدية المعتادة، ورائحة مطاعم الوجبات السريعة. لم لا تجربي شيئاً مختلفاً وصحياً وأصيلاً هذه المرة كأنك في بيتك. اطلبي قائمة الطعام وربما يقع اختيارك على ساندويش الورد أو الريحان. لو كنت مكانك سأجرب كل مرة نوعاً مختلفاً. ولكن لا تتفاجئي بدرجة الرفاهية في المذاق، فساندويش الورد مثلاً يحتوي قشطة الورد والتين الجاف والفستق. ولك أن تتخيلي الطعم، خاصة إذا عرفت أن الخبز الذي يستخدم في إعداد هذه الساندويشات هو "الخمير" الخبز الإماراتي التقليدي. من أين جاء الاسم؟ أجل، إنها تجربة تستحق أن تكرريها مرات ومرات بالفعل، فقد فكرت سيدة الأعمال ميثاء الشامسي وشقيقها عمر الشامسي بتأسيس مقهى تكون ملامحه هي ملامح الهوية الإماراتية، فكان "ماما تاني" كافيه. ولكن ما معنى الاسم نسأل ميثاء الشامسي التي تقول إن "ماما تاني" هو لقب جدتها صاحبة الوصفة الأصلية المستخدمة في المطعم لإعداد خبز "الخمير". وهو لقب يناديها به الجميع معتبرينها الأم الثانية لهم. الديكور افتتح المقهى منذ أسبوع، إذا لم تشعري بالوقت وهو يمر فذلك مرده للأجواء المتسمة بالألوان الهادئة والإضاءة الأنيقة، الأرضية الرخامية باللون الرمادي مع المقاعد المصممة بطريقتين وتدرجات لونية متناسقة ومختلفة. هناك المقاعد الرمادية السادة أو تلك المخططة بالبني والبرتقالي والأحمر المطفأ. الجدران مزينة بالإكسسوارات التراثية الإماراتية، كل شيء يذكر بهوية المكان ويعبر عنها. حكاية خبز الخمير تقول الشامسي في مقابلة مع "أنا زهرة "فكرنا في مقهى يقدم الخبز المحلي بطريقة جديدة. إذ أن خبز الخمير يصنع بطريقة خاصة ومذاقه بين الحلو والمالح ويستخدم التمر في تحليته. ميزة الخبز الخمير أنه يؤكل مع الأطعمة المالحة والحلوة". المذاق الإماراتي حرصت الشامسي على أن تعبّر القائمة دائماً عن المزاج الإماراتي في الطعام، وهو مزاج يحب البهارات العطرة مثل الهال والزعفران والكزبرة والريحان. وكذلك المكسرات مثل الصنوبر. لذلك تضاف هذه الأطايب على حشوة الساندويشات وتمنحها هذه اللذعة الخاصة والمذاق الذي لا ينسى المستوحى من المطبخ الإماراتي. القهوة والكرك وشراب الورد ليس معنى أن المقهى إماراتي أنه يقتصر فقط على المشروبات الإماراتية، رغم أنه يقدم القهوة الإماراتية الرائعة بالزعفران والهال وكذلك القهوة السعودية. لكن تذكري أنك في دبي، حيث تمتزج ثقافات مختلفة وتنصهر لتعبر عن كوزموبليتية المكان. هنا ستجدين القهوة الإيطالية والتركية والأميركية جنبا إلى جنب مع القهوة الخليجية التي نحبها كلنا. أما شاي "الكرك" الإماراتي، فلأول مرة يتم تقديمه في المقاهي، فهو ليس شائعا على قوائم المطاعم في الإمارات. وهو شاي يعد بطريقة خاصة مع الحليب والهال والبهارات. كما ابتكرت قائمة "ماما تاني" شراب الورد مع الفستق، وشراب اللوز مع القرفة وشراب التمر مع العسل. وهي كلها مشروبات مستوحاة من الذائقة العربية. "ماما تاني" في المستقبل مشروع الشامسي طموح جداً، تقول إننا نذهب إلى مكان ونجد مقاهٍ أميركية ومطاعم لبنانية وأخرى صينية. وتشهد إقبالا من الناس المتعطشين للتغيير وتجربة مطابخ ثقافات وبلدان أخرى. لذلك فإن الرؤية مستقبلا لمقهى "ماما تاني" أن يكون المكان الذي يمكنك أن تعيشي فيه التجربة الإماراتية في الطعام والمزاج وقضاء الوقت والاسترخاء. لم لا؟ الفكرة مشوقة جدا وليست مستحيلة، ومن المعروف أن المطبخ الإماراتي غني ولذيذ، والثقافة الإماراتية ثقافة منفتحة ولطالما جذبت الآخرين. فما رأيك اليوم بتجربة الخمير مع فنجان القهوة الذي يملأ الرأس برفقة الصديقات في جلسة دافئة بمقهى "ماما تاني"؟