بعدما أضحك الملايين في الوطن العربي، ها هو ياسين بقوش يبكيهم بمقتله مساء الأحد بقذيفة استهدفت سيارته في أحد أحياء دمشق الساخنة. هكذا فقد نقل جثمان الراحل أمس إلى "مستشفى المواساة" ومنها ووري الثرى في مقبرة "التغالبة" في الصالحية.   عاش فقيراً ومات كذلك. ورغم شهرته إلا أنّه اضطر في أيامه الأخيرة للعمل كسائق أجرة بسبب سوء أوضاعه المادية وعدم وفاء نقابة الفنانين لتاريخه. ولم يتوقع أشد المتشائمين أن تصعد روحه المرحة إلى خالقها بهذه الطريقة البشعة في أزمة تأكل الأخضر واليابس ولا تفرّق بين كبير وصغير. توجه إلى المسرح التجاري بعدما نسيه المخرجون وتجاهله المنتجون وأنكره زملاؤه الفنانون، وعرف عنه تواضعه وطيبته وبساطته، إذ مات "اجتماعياً" قبل أن ينتقل إلى رحمة ربه. ولد بقوش في دمشق عام 1938، وتزوج في سن مبكرة وأنجب 11 طفلاً، وانضم إلى نقابة الفنانين في ستينيات القرن الماضي، ويعتبر من الجيل المؤسس للكوميديا السورية إلى جانب دريد لحام (غوار الطوشة) ونهاد قلعي (حسني البورظان). انطلقت بدايته بفيلم "حارة العناتر" (1964) مع سلوى سعيد وهدى شعراوي وناجي جبر (أبو عنتر). كما قدم أفلاماً عدة مثل "غزلان" (1969)، و"الثعلب" (1971)، و"شقة ومليون مفتاح" و"رحلة حلب" (1973)، و"عروس من دمشق" في السنة التالية. ظهر بعدها بشخصية "ياسين" في أفلام عدة مثل "غوار جيمس بوند"، و"صح النوم"، و"النصابين الخمسة"، و"غراميات خاصة"، و"الغجرية العاشقة" وكلها في عام 1974، قبل أن يشارك في "المزيفون" (1975)، و"أمطار صيفية" (1984)، واختتم إطلالته السينمائية بفيلم "الرجل الضاحك" (2002) مع عصام عبجي وزهير عبد الكريم وأندريه سكاف وسوزان الصالح. درامياً عُرف ياسين بقوش من خلال مسلسله الأول "حمام الهنا" (1967)، ثم أكمل مشواره في "ملح وسكر" (1973)، و"صح النوم" (1974)، و"وين الغلط" (1979)، و"وادي المسك (1982). أما آخر أعماله في القرن الجديد فهي "سيف بن ذي يزن" (2003)، "بهلول أعقل المجانين" (2008)، و"صايعين ضايعين" (2011). وكان بعض الناشطين قد نشروا فيديو لبقوش وهو ممدد والدماء تغطي وجهه وقالوا إنهم انتشلوه من سيارته المحترقة قبل أن تطاله النيران وتأكل جسده. المزيد: مقتل الفنان السوري ياسين بقوش