تشتهر النمسا بطبيعتها الخلابة التي تأسر الألباب وتسحر العيون. وتُعد بحيرة آخن زيه الواقعة في إقليم تيرول بين أحضان جبال الألب من أجمل المقاصد السياحية بها؛ حيث تعتبر البحيرة المتلألئة باللون الأخضر الزمردي بمثابة ينبوع الصحة والجمال، لكونها منبعاً للزيت الصخري ذي الفوائد الصحية الجمّة. لذا فلا عجب أن تزدهر السياحة في المنطقة الواقعة حول بحيرة آخن زيه؛ حيث تعج المنطقة بالفنادق التي تضم بين أركانها أندية صحية "سبا" والتي تقدم لمرتاديها الزيت الصخري ذا اللون الأسود والقوام الغليظ في صورة مراهم وسائل استحمام وزيت ماساج لتدليك الجسم به من أجل علاج متاعب الجهاز الحركي، كآلام الروماتيزم، وتحفيز الشعور بالاسترخاء النفسي والجسدي، وبعث النشاط والحيوية في الجسم، بالإضافة إلى إعادة النضارة والنداوة للبشرة ومنحها ملمساً مخملياً. ويُعد كارل رايتر رائد فكرة التطبيقات  العلاجية بالزيت الصخري في فنادق المنطقة، حيث يمتلك فندقاً في منطقة "آخنكيرش" يُعد بمثابة جنة للاستجمام والاستشفاء وواحة متكاملة للهدوء والاسترخاء. فبالإضافة إلى النادي الصحي الذي يقدم خدمة العلاج بالزيت الصخري، يضم الفندق بين أركانه أيضاً صالة لياقة بدنية وملاعب تنس ودار سينما ومطعم للذوّاقة وصالة للتأمل. وفي منطقة فيتالبيرغ يجد السياح متحفاً يسرد لهم تاريخ اكتشاف الزيت الصخري ويشرح لهم مراحل استخراجه ومعالجته. وقد تم اكتشاف الزيت الصخري في منطقة آخن زيه عام 1902 بمحض الصدفة على يد شخص عاشق لجمع المعادن يُدعى مارتن ألبريشت. وخلال تجوله عبر جبال كاروندل فوق بحيرة آخن زيه في تيرول، هبت عاصفة جوية شديدة، فسارع ألبريشت بالاحتماء في كوخ جبلي من الأمطار الشديدة والرعد والبرق في الخارج. وأثناء مكوثه في الكوخ رمى ألبريشت حجراً في المدفأة التي كانت لا تزال متوهجة، فاشتعل الفحم والحطب في المدفأة. ولم يصدق ألبريشت نفسه وطار فرحاً باكتشافه للزيت الصخري الذي أعيى البحث عنه علماء الجيولوجيا طويلاً. وبالإضافة إلى ذلك، تضم المنطقة المحيطة ببحيرة آخن زيه مساحات خضراء شاسعة تجتذب عشاق الجري وركوب الدراجات؛ حيث يمكن لعشاق رياضة الجري ممارسة هوايتهم المفضلة على مساحات تمتد لـ 183 كيلومتر، بينما يتوافر أمام هواة ركوب الدراجات مسارات بمحاذاة ضفاف البحيرة وفي أحضان الجبال تمتد لمسافة 250 كيلومتر تقريباً.