ناتالي بورتمان، كريستيان بال، هيث ليدجر، أو المخضرم دانييل دي لويس، هؤلاء نجوم في عالم السينما صنعوا شهرتهم بأدوار صعبة و استثنائية. ولكن أيضا بنوع من الجهد الخارق في تحضير أدوارهم، جهد تدور حوله حكايات تكاد تكون أسطورية. ما هي الحدود التي يتوقف عندها الممثل، ما الذي لا يفعله: أن يخسر وزنا حتى يكاد التعرف عليه يغدو مستحيلا، أن يعيش في كرسي متحرك طيلة شهور، أن يقيم في مشفى للمجانين، أو أن لا يتردد أمام مشاهد بورنوغرافية فيؤديها حقيقة.. هنا بعض تلك الحكايات: جاريد ليتو: في الفيلم الذي يصدر قريبا، يقدم الممثل أداءا استثنائيا، فهاهو يخسر وزنا حتى يكاد يبدو هيكلا عظميا في محاولته أداء دور ترانس في الفيلم "دالاس بايرز كلوب". يذكر أن الممثل عرف سابقا من خلال فيلم " الفصل 27" حيث أدى دور "مارك شابمان" قاتل جون لينون. و من أجل أداء دور شابمان كان الممثل قد عمل ليخسر 28 كيلوغراما، ، ما أدى إلى نتائج صحية خطرة عليه، فقد قضى لاحقا وقتا في كرسي متحرك معانيا من صعوبات في المشي و آلام في القدمين، كل ذلك ترافق مع خشية فعليه من أن لا يعود قادرا على المشي و الكلام كما في السابق.. ومع ذلك يبدو أن الممثل لا يتردد في تناول أدوار "خطرة" مرة أخرى.. آشتون كاتشر: الممثل الوسيم الذي عرف بأدوار خفيفة كما في فيلم " توي بوي" يحاول أن يثبت أنه، بالإضافة إلى الوسامة، يملك أيضا موهبة ممثل قدير. في التحضير لفيلم يلعب فيه دور ستيف جوبز مؤسس آبل، فقد عمل الممثل على اتباع النظام الغذائي الخاص بجوبز. إذ يعرف عن هذا الأخير هوسه بمسائل الغذاء و الصحة. وفي تلك المحاولة من التقرب من الشخصية عن طريق نظامها الغذائي خاطر الممثل بتفاقم مرض سرطان الكبد الذي يعاني منه بحيث أضطر إلى الذهاب إلى المستشفي... قبل أن يواصل العمل لاحقا لحسن الحظ... كريستيان بيل: ممثل في أفلام يتذكرها الجمهور، مثل " اميركان بيسكو" " فايتر" أو " ذي دارك نايت".. في كل من هذه الأفلام قدم الممثل أداء متميزا، مشتغلا تحت أشراف مخرجين كبار.. لكن أحدا لا ينسى دوره في فيلم " ذي ماشينيست" حيث يلعب دور عامل لم ينم، نتيجة الأرق، طيلة عام.. وللوصول إلى هذه الحالة القصوى التي عليه أداؤها كان عليه أن يجوع حد الإعياء، أن يفقد الكثير من الوزن حد أنه صار من الصعب التعرف عليه في هيئة الأخيرة.. وقد اتبع في سبيل ذلك ريجيما قاسيا.. حتى وصل إلى وزن لا يتجاوز الـ 55 كيلو غراما.. المخرج براد أندرسن، مرعوبا من تدهور الممثل طلب أن يكون هناك متابعة صحية للحالة.. توم هاردي: في افلام مثل " انسيبشن" أو " ذي دارك نايت" لم يتردد الممثل في العمل على تحويل جسده ليتوائم مع الدور.. ولكن ما سيبقى في ذاكرة المشاهدين هو أداؤه لشخصية " شارل برنسون" السجين الأكثر خطرا في تاريخ بريطانيا. فالسجين كان قد أمضى وقت السجن يتمرن بلا هوادة، عاملا على تحويل جسده إلى كتلة هائلة من العضلات، وهو المسار الذي أعاد الممثل عبوره مرة أخرى محولا جسده إلى مثيل لجسد الشخصية.. ولكن في وقت أكثر كثافة: ففي خمس أسابيع حصل الممثل على 20 كيلو من العضلات.. ميكائيل فايسبندر: لأداء دور سجين سياسي أيرلندي، يعلن عن إضراب عن الطعام، قدم الممثل الصاعد أداء استثنائيا في " هانغر" (جائع) للمخرج ستيف ماكوين.. لقد صار السجين المضرب عن الطعام.. و الصورة تتكلم عن تحول واحد من رموز الإثارة و نجوم السينما إلى ما يشبه هيكلا عظميا.. دانييل دي لويس: يعرف عن الممثل أداؤه لأدورا صعبة و استثنائية. إنه يعمل عليها بطريقة استنثائية ايضا و يشتغل على تقمصها فعلا طيلة فترة التحضير و التصوير. وفي أدائه دور "لينكولن" في آخر فيلم لسبيلبرغ كان يرفض أن يناديه أحد خلال التصوير بغير "سيدي الرئيس" أو " آبي" وهذا أسم التحبب الذي ينادي به المقربون الرئيس المتوفي. هذا بعد أن طلب عاما كاملا للتحضير للدور. أما الفيلم الذي يتذكره محبوه فهو " قدمي اليسرى" حيث يؤدي دور معاق. في الفيلم، وخلال التصوير، و طيلة فترة التحضير كان الممثل لا يغادر كرسيه المتحرك و يطلب أن يأكل مثل الشخصية بمساعدة أحد ما.