لا تختلف عادات الزفاف الشامي عن غيره من الأعراس كما ذكرنا في مقال سابق العام الماضي. إلا أنّه خلال مراسم هذا الإحتفال، يأخُذ العريس حصّة من التقاليد الجميلة التي ترتبط بهِ هو فقط. فما هي؟ بمعنى آخر، كيف يتميز العريس الشامي عن غيره؟ الإجابة في ما يلي: (ملاحظة: المعلومات تخص العائلات التي لا تزال تلتزم بالعادات القديمة، أي أنّ التقاليد قد تختلف للعائلات العصرية) قبلَ الخطوبة وبعدها عندَ نضوج الشاب في دول الشام أي عندما يصير معتمداً على نفسه وقادراً على القيام بالواجبات الزوجية، يُعطي والده الموافقة على إرتباطه. تنطلق حملة البحث عن العروس المناسبة وتتجه الأنظار أولاً إلى فتيات العائلة. وفي حال لم تجد الوالدة فتاة مناسبة لابنها من داخل العائلة، تستعين بـ"الداية" التي توكِل إليها عملية البحث. ثم تقومُ الداية بوصف الفتيات (لوالدة الشاب وشقيقاته) من الرأس إلى أخمص القدمين. وحينَ تقتنع والدة الشاب بفتاة معينة، تنقل الصورة إلى رب الأسرة. فإذا وافق، تتم زيارة أهل الفتاة، ليتم الإتفاق على مراسم الزفاف وجهاز العروس والأمور الأخرى. التلبيسة تجري "التلبيسة" عادةً في دار العريس أو لدى أحد أقربائه أو جيرانه المقرّبين. والتلبيسة عبارة عن هدايا تُقدّم من الأهل والأصدقاء والأقرباء... بعدها تُخصّص غرفة من غرف المنزل لتحضير العريس لزفافه داخلها، فيتبادل الرجال عبارات التهاني ويُنادى على العريس، فينهض وبجانبِه والده وإخوته وأعمامه ويدخل إلى الغرفة لتغيير ملابسه. وبعد خلعها، يتقدم أحد الحاضرين (غالباً الأب أو الأخ الأكبر) فيفتح زجاجة من العطر ويُفرغُها على جسم العريس بين تصفيق الحاضرين ونداءاتهم. ويتم تحضير حقيبة ملابس الشاب الخاصة بليلة الزفاف. السيف والترس بعد إنتهاء التلبيسة وبين ضحكات الفرح ونكات الشبّان وحركاتهم التشجيعية، يخرُج العريس ليجلس أمام المدعوين. وتجري هنا المبارزة بلعبة "السيف والترس"، ويعمَد الشباب إلى حركات الخفة عبرها. بعدَ ذلك ينتقل اللاعبون إلى الطريق ويحمِل أصدقاء العريس فوانيس ومشاعل للإنارة، فيسير الأخير في الوسط وبجانبه والده أو عمّه أو خاله، متجهين لملاقاة العروس وأهلها. للمزيد: عادات الزفاف: العروس المغربية لا تشبه غيرها!