تبدو هونج كونج أشبه بمتجر كبير يزخر بكل ما يخطر بالبال، فالسياح الذين يقصدون هونج كونج سيجدون حتماً ضالتهم في متاجرها وأسواقها المنتشرة في كافة أرجائها. وتمتاز أسواق هونج كونج بالتخصص، منها ما هو مألوف مثل أسواق الأسماك والزهور والحُلي، ومنها ما هو فريد من نوعه كسوق الطيور المغردة. وتعج أسواق هونج كونج بالباعة الذين يتوافدون على الأسواق من كل صوب وحدب لعرض بضاعتهم المغرية، مما يصيب الراغبين في الشراء بحالة من الحيرة الشديدة. سوق النساء يقع في حي "مونج كوك" بين جنباته، بجانب سوق الزهور وأسواق الملابس "فا يوين" وتتهافت على سوق النساء الفتيات لشراء ملابس وأحذية وإكسسوارات بأسعار مناسبة لهن. وكذلك للعثور على مراكز التجميل والمساج وتصفيف الشعر والعناية بالبشرة على الطريقة الصينية. وبالقرب من هذه الأسواق يقع سوق حجر اليشم الكريم الذي يأتي من ميانمار والصين وأستراليا وتايوان والذي يحرص عشاق الأحجار الكريمة على اقتنائه، لأن الأساطير الصينية تؤمن بأنه منبع للقوى الروحية. سوق الطيور يقع في شارع "يوين بو" الذي يقع في حي "مونج كوك" لشراء فيها أكثر من 70 تاجراً في السوق وكلهم يبيعون طيوراً يأتون بها من كل أنحاء العالم ويمتاز ريشها بألوان زاهية ومبهجة وذات صوت عذب جميل تطرب له الآذان. اسماك الزينة وعلى بعد أمتار قليلة من سوق الطيور، يقع سوق أسماك الزينة التي تناسب تماماً ظروف السكن في المنازل ذات المساحات الصغيرة بالمدينة التي يصل عدد سكانها إلى 7 مليون نسمة، ويعج شارع "تونج شوي" بالمحال الصغيرة والضيقة التي تزخر بأحواض أسماك الزينة ذات الألوان الزاهية والمفعمة بالحيوية. واللافت للنظر في هذه المحال وجود أكياس بلاستيكية معلقة على الجدران مملوءة بالماء وبها أسماك زينة لتكون جاهزة للبيع فوراً، ولا يقتصر السوق هنا على بيع أسماك الزينة؛ حيث يجد هنا من يرغب في امتلاك حوض أسماك زينة كل ما يحتاج إليه من أحواض وطعام للأسماك. وعلى بعد خطوات بسيطة من سوق أسماك الزينة، تفوح روائح عطرة منبعثة من سوق الزهور الذي يزخر بكل أنواع الزهور ذات الألوان الزاهية والمبهجة، ويقول ديني إب الذي يعمل كشافاً مع أطقم تصوير الأفلام السينمائية :«إن هذا السوق يكتظ بالزبائن قبيل رأس السنة الصينية لشراء الزهور والنباتات التي يعتقدون أنها ستجلب لهم السعادة والثراء في العام الجديد». السوق الليلي وبحلول المساء تدب الحياة في أوصال شارع المعبد الذي يقع بحي "ياو ما تاي"، حيث السوق الليلي لمنطقة "كولون" الحضرية والذي يوجد فيه تقريباً كل ما يخطر ببال السائح، وفي هذا السوق يجلس العرافون إلى جوار أساطين الشطرنج وموسيقيي الشوارع الذين يشدون أعذب الألحان باللهجة الكنتونية التي يطغى استعمالها من بين اللهجات الصينية المختلفة. وعلى أنغام هذه الموسيقى الجميلة يجلس مرتادو السوق ويتناولون عشاءهم الذي اشتروه من محال الطعام البسيطة المنتشرة بالسوق، وبعد أن يفرغوا من العشاء يقوموا بعمل جولة تسوق في المحال التجارية التي يعج بها شارع المعبد والتي تطغى عليها البضائع الرجالية وذلك على غرار سوق النساء القريب من هنا. سوق ستانلي ومن الأسواق الشهيرة أيضا بهونج كونج، سوق ستانلي على الساحل الجنوبي للبلاد والذي يُعد من أحب مناطق التسوق التي يحرص السياح على زيارتها لشراء الهدايا التذكارية قبل العودة لبلادهم. وهنا يشعر السياح بأنهم ابتعدوا كثيراً عن وسط البلد بناطحات سحابه الشامخة وشوارعه المكتظة، حيث تزخر هذه المنطقة بالكثير من المنعطفات الضيقة للغاية والمطلة على بحر الصين الجنوبي ومناطق سكنية تتسم بالهدوء والروعة. وبخلاف معظم أسواق هونج كونج يتمسك البائعون بسوق ستانلي بأسعار البضائع ويخفضونها على مضض. ويفسر ديني إب ذلك بأن هذه المنطقة يتوافد عليها كثير من السياح الذين يشترون البضاعة بأسعارها المعلنة، لذلك فإن التفاوض حول السعر أمر صعب للغاية.