بإمكان الأشخاص الذين حباهم الله بنعمة الأخت " الشقيقة " التغلب على الأزمات بصورة أفضل ممن حرموا منها، حيث إنهم يكونون أكثر اتزاناً وتفاؤلاً وإقبالاً على الحياة وطموحاً من الأشخاص الذين لديهم أشقاء ذكور فقط. وبالإضافة إلى ذلك تكون دائرة أصدقائهم أوسع وسلوكهم الاجتماعي أفضل بشكل عام. هذه النتائج توصلت إليها دراسة مشتركة أجراها أخصائيون في علم النفس الاجتماعي بجامعة أولستر بأيرلندا الشمالية وجامعة دي مونتفورت البريطانية على 571 شخصاً في المرحلة العمرية الممتدة من 17 إلى 25 سنة. وأوضحت الدراسة أن التأثير الإيجابي للأخت على أشقائها الذكور يظهر جلياً في الأحداث الجسام كطلاق الوالدين مثلاً ، حيث يتمكن الأولاد الذين لديهم أخت من التعامل مع الموقف بصورة أفضل من أقرانهم الذين ليس لديهم أخت. وأرجعت ليز رايت المشرفة على هذه الدراسة في حديثها لمجلة "علم النفس اليوم" الصادرة فى مدينة فاينهايم بجنوب غرب ألمانيا السبب في ذلك إلى تعبير الأخت عن المشاعر التي تختلجها بصراحة ووضوح وتشجع أشقائها على التعبير عن مشاعرهم وعدم كتمها بداخلهم. فالأخت تشجع على الحوار المفتوح داخل الأسرة وبهذه الطريقة فإنها تعزز الترابط الأسري. وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن الأشخاص الذين لديهم أشقاء ذكور فقط أسوأ حالا من الأشخاص الذين ليس لديهم أشقاء على الإطلاق ، فبحسب نتائج الدراسة كانوا هم أكثر الأشخاص تشاؤماً. ويرجح القائمون على الدراسة أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأشقاء الذكور لا تتاح لهم فرصة الحوار المفتوح فيما بينهم ، نظراً لأن الأولاد يميلون إلى كتم مشاعرهم وعدم الإفصاح عنها ، وبذلك فهم لا يشجعون أشقائهم على البوح بمكنون سرائرهم ، الأمر الذي يؤدي إلى غياب الحوار والاتصال. ومن هذا المنطلق ينصح خبراء علم النفس الآباء الذين رزقهم الله بأبناء ذكور فقط بالانتباه إلى هذا الأمر، مؤكدين على إمكانية تعليم الأبناء مهارات الاتصال والحوار المفتوح كوسيلة لتعويض غياب الأخت. اقرئي أيضاً: ماتش عائلي: الأم هجوم والأب حكم والابن “جووول”! شراكة زوجية بين لمطبخ والملابس الداخلية