قد لا تجدينه مريحاً وقد تشعرين بصعوبة التنقل بهِ فهو لا يناسب الجَري أو القيادة أو التسلق أو المشي لمسافات طويلة... ولكن لا بدّ أن توافقيننا الرأي عندما نقول ونصرّح: لا شيء أكثرَ أنوثة وجاذبية من إنتعالِ الكعب العالِ!

أجل تحقيقنا اليوم يدورُ حولَ هذا الأكسِسوار النسائي بامتياز، والذي على الأرجح أصبحَ جزءاً لا يتجزأ من خزانتكِ لدرجة لم يخطر في بالكِ يوماً البحث عن مصدره. وهنا نأتي نحنُ لنعود معكِ قليلاً إلى الجذور، ونتحرى عن مدى أنوثة هذه القطعة الكمالية فعلاً، ومدى دقة عبارة "نسائي بإمتياز!" بلاد فارس... المنشأ لعقود كثيرة عُرفَ الكعب العالي في منطقة الشرق الأدنى كإكسِسوار خاص بركوب الخيل، لا سيما في بلاد فارس (المعروفة اليوم بإيران)، حيث كان على الجندي انتعالِه أثناء المعارك، وذلك لتأمين فرص أفضل لهُ بالنجاح عند تصويب القوس والسهم. وفي نهاية القرن السادس عشر، قرّر شاه بلاد فارس "عبّاس الأول" بناء علاقات دبلوماسية مع دول أوروبا بهدف إسقاط وإلحاق الهزيمة بأكبرعدو لهُ، الإمبراطورية العثمانية.  فبدأت من هذا المنطلق موجة اهتمام، عمت أنحاء غرب أوروبا بكل ما هو فارسي، بما في ذلك الأحذية ذات الكعب العالِ. ولَع أرستوقراطي ورجولة بصفات مختلفة سرعانَ ما تبنب الطبقة الأرستوقراطية موضة الكعب العال بحماس وخاصةً من أراد الحصول على مظهر ذكوري للغاية. فبات الكعب العالِ فجأةً من مظاهر الرجولة عكس ما هو سائد في عصرنا الحالي. الأمر مضحك ولكنّه كان واقعاً مقبولاً تماماً لدى الجميع. ومع انتشار هذا الاتجاه بين طبقات المجتمع الأخرى، كان ردّ الأثرياء بزيادة ارتفاع أحذيتهم للتميّز وصولاً إلى الكعب المتعارف عليه اليوم. ويُعدّ الملك الفرنسي لويس الرابع عشر أبرز مَن رتدى الكعوب لشدّة عشقه للأحذية أولاً، وحاجتهِ لها ثانياً نظراً لقامتهِ القصيرة التي لم تتعدّى الـ 163 سم. كعوب حمراء سبقت لوبوتان بقرون بالنسبة للألوان فأكثر ما لفتَ نظرنا أنّ الكعوب وباطن الأحذية كانت حمراء على غرار أحذية كريستيان لوبوتان التي اشتهرت منذ سنوات، علماً أنّ الصبغ القرمزي كان الأغلى ثمناً.  وتُثبت الوثائق التاريخية أنّ لويس الرابع عشر أصدرَ عام 670م،  مرسوماً يسمح لأعضاء محكمته فقط بارتداء الكعوب الحمراء دون غيرهم. وبَعد، هل تفاجأتِ بالمعلومات الواردة أعلاه أم كان لديكِ فكرة مسبقة عنها؟ وهل يُمكن برأيكِ أن يعود هذا الاتجاه إلى عالم أناقة الرجل من جديد في السنوات المقبلة؟

المزيد:

نصائح للمرأة الطويلة و النحيلة…لا تخافي الكعب العال!

هل تشتعل الحرب بين إيف سان لوران ولوبوتان بسبب النعل الأحمر؟