تحمل الشاعرة السعودية مي كتبي بداخلها تناقضات المبدع وحكمته وعبثه وتعقله وجنونه، تعاتب نفسها كثيراً وتراجع قرارتها، وفي كل أمر تستخير ربها،  ليرشدها لأن الإيمان برب العالمين هو أثمن ما يملكه قلبها. بدأت مشوارها الأدبي من بريد القراء في مجلة الحوادث اللندنية قبل 15 عاماً، ولا تنسى فضل الأستاذ الكبير حافظ محفوظ مدير تحرير المجلة آنذاك، فلقد شجعها على الكتابة وقدم لها العديد من النصائح التي أفادتها كثيراً. موقع "أنا زهرة" التقى بالشاعرة مي كتبي في هذا الحوار: -في البداية ما أهم محطاتك الأدبية؟ حين أصدرت ديوان "همسات حائرة" وأنا في عمر السابعة عشر، وأذكر أنه إنتشر في القاهرة وبيروت ولاقى صدى جيداً في الوسط الأدبي في المدينتين، وبعدها أصدرت ديوان "ثريا" في بيروت صيف  2005 بحضور حشد كبير من الوسط الأدبي والثقافي، وبعد ذلك أتى ديوان "عاشقات" الذي أردت من خلاله أن تُسمع كلماتي بشكل غير تقليدي وأردت من ألبوم "عاشقات" أن يعبر عن مشاعر المرأة العربية، ليس فقط مشاعرها تجاه الرجل لكن تجاه الحياة. -أين ترين نفسك بعد عشر سنوات؟ ذكرى جميلة في قلوب من لمست قلوبهم بكلمة أو بموقف، الأحوال تتغير وتتبدل وربما ما أخطط له اليوم لا يرى النور لكنني أعمل لتحقيق الكثير من الأحلام، فطموحاتي كبيرة  وأهمها مساعدة الآخرين إما بالكلمة أو بالعمل أو كلاهما. -ما هي أول قصيدة كتبيتها في حياتك؟ قصيدة "دمعة حجارة" عن الإنتفاضة الفلسطينية، عندما كتبتها كنت في الخامسة عشر والإنتفاضة هزت كياني ولم تترك لي سوى الدمع يسيل حزناً على أرض فلسطين المغتصبة. منظر الطفل الصغير ناحل العود وفي يده حجارة هي كل سلاحه ليرمي بها وحش مدجج بالأسلحة أدمى قلبي. والقصيدة كتبتها بلسان الحجارة التي إتخذها سلاحاً وهذا مقطع منها: أريد الحرية لأطفال لا يعرفون سوى أن يحملوني ليرشقوا بي من إغتصب ديارهم واتحد لتشريدهم. -ما يميزك عن غيرك أنك تلقين القصائد مع موسيقى خاصة من أين استوحيت هذه الفكرة؟ لا أتميز عن غيري بشئ، فأنا ما أقوم به ينبع من شغفي بالكلمة واللحن معاً، والفكرة ليست بجديدة لكنها لم تتطور كثيراً خاصة في عالمنا العربي، وأنا أردت تقديم الموسيقى مع الشعر في حلة مختلفة  غير مألوفة، فالكلمة صديقة الموسيقى، حتى عندما نسمع موسيقى دون كلمات نجد العديد من الكلمات تتردد في أنفسنا. -ما هي العقبات التي واجهتك في بداية مشوارك الأدبي؟ قلة الدعم من العديد من الجهات الإعلامية، ووعود كان مصيرها الذهاب مع الريح، لكنني لم أتوقف ولم أنكسر لأن من أحبوا قلمي أسماء اعتز بوجودها في بداياتي مثل الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة الذي لم ألتق به لكنني كنت على تواصل معه دائماً عن طريق الخطابات. ولهذا الشاعر الكبير فضل كبير علي لأنه شجعني كثيراً على الإيمان بنفسي وزرع بداخلي الثقة في الإحساس الذي أقدمه من خلال كتاباتي، وأيضاً الأستاذ عرفان نظام الدين الذي يعتبر علماً من أعلام الإعلام العربي وقف بجانبي في بداياتي وأذكر أنه قال  لي مرة أن كتاباتي الوجدانية أجمل من كتاباته وقلت له هذه مجاملة لا أستطيع أن أقبلها فرد علي قائلاً: يمكنني مجاملتك في أي شئ آخر ما عدا الكتابة لأن رأي محسوب علي فيها. -من هي قدوتك الأدبية؟ المتمردة  الدمشقية غادة السمان، والزهرة الجزائرية أحلام مستغانمي. -الآن وفي هذه اللحظة بماذا تحلمين؟ لقد دمعت عيناي عندما قرأت هذا السؤال، لأن حلمي بل أمنيتي أن تتوقف أنهر الدم في عالمنا العربي عن الجريان. -بماذا تنصحين الهاويات او المبتدائات في كتابة القصائد و القصص القصيرة؟ أنصحهن بالقراءة ثم القراءة ثم عدم التوقف عن الكتابة والبوح بدون خوف أو تردد خاصة إذا كانت الكاتبة تملك  حساً أدبياً راق. -إذا أردت أن تعيشي في زمن معين، أي زمن كنت اخترتي ولماذا؟ في العصر الأندلسي حيث كان للوجد مجد وللوصل حق وللعشق مملكة وللأدب نكهة الانتصار. -حدثينا عن تجربتك مع موقع" أنا زهرة" في مسابقات الأدبية؟ تجربة ثرية جداً وأضافت إليّ الكثير فمن خلال عملي مع أنا زهرة تمكنت من الوصول إلى عدد أكبر من القراء، وفي أنا زهرة تخطيت التجربة الشعرية وكتبت قصصاً من واقع الحياة، نشأت فكرة مسابقة "عاشقات" بعد أن سمعت من العديد من النساء أن كلماتي عبرت عن ما يختلج في قلوبهن من مشاعر وكأن القلم كان بين أناملهن، وهكذا أتت فكرة المسابقة التي إحتضنها موقع أنا زهرة. اقرئي أيضاً: الشاعرة أشجان الهندي: الشعر لمن يخلص له 10 مبدعات سعوديات يصنعن الفرق