مع مرور السنين وإشتداد المنافسة بين طهاة العالم، حققت صناعة الحلويات قفزة نوعية لجهة الإعداد والمذاق والتنفيذ وحتى التعبئة والتغليف. ورغمَ الطابع التقليدي الذي لا تزال بعض الدول متمسكة بهِ بحيث لا تتغير هوية بعض أنواع الحلويات ونكهتِها، إلا أنّنا قد نجد لنوع واحد أكثر من إسم وطريقة إعداد وتحضير. الشوكولا... المفضل حول العالم! يُعدّ الشوكولا أو الكاكاو على رأس قائمة مذاق ألذ أصناف السكاكر والحلويات التي يفضلها البشر في المناسبات والأفراح. وهو يدخل في صناعة العديد من  كيكات الزفاف والحلويات المحيطة بها. ولكن ما هو أصله وكيفَ تطور؟ في السطور التالية نبذة سريعة عن تاريخ صناعته وأشهر طهاته وأغلى أنواعه حول العالم: تعتبر زراعة الكاكاو ثالث أهم غلة زراعية مستهلكة في العالم بعد السكر والقهوة. وقد إنتقلَ موطن حبّة الكاكاو من أميركا الجنوبية إلى مناطق أخرى في العالم مثل ساحل العاج وغانا ونيجيريا والكاميرون. تؤمّن الأراضي الإفريقية ثلثي إنتاج الكاكاو في العالم، كما تحتل أندونيسيا مراتب متقدّمة عالمياً وكذلك ماليزيا وجزر غينيا الجديدة بالإنتاج. يعتبر الشوكولا من أكثر أنواع الحلويات طلباً لدى الأوروبيين في المناسبات والحفلات، وقد عَرف الأوروبيون الكاكاو في بداية القرن السادس عشر وبالتحديد عام 1502 خلال رحلة كريستوف كولومبوس الرابعة إلى العالم الجديد. يُعد البحّار الأسباني هيرنان كورش أول من أبرزَ الأهمية الإقتصادية لحبة الشوكولا عام 1519 عندما شاهد الهنود (الآزتك) يستخدمون الحبات كعملة للمقايضة. تشير الكتب التاريخية إلى أنّ هنود المايا كانوا يستعملون الكاكاو كشراب ساخن منذ ما لا يقل عن 2600 سنة، وكان الأوروبيون من مستعمري اسبانيا الجديدة يضيفون إلى هذا الشراب سكر القصب وعطر المسك وماء زهر البرتقال للتخفيف من حدّته. كان نابليون بونابرت يرتشف فناجين عدة من الكاكاو يومياً أثناء المعارك ليبقى يقظاً. وجاء نابليون الثالث ليُصدر عام 1860 مرسوماً إمبراطورياً يقضي برفع الضرائب عن الشوكولا لوضعه في متناول عامة الشعب لما فيه من فوائد عديدة. اخترعَ الهولندي كونراد فان هوتن مسحوق الكاكاو لتسهيل الحفظ والتصنيع. عكفَ الباحثون في كلية الصيدلة في القرن التاسع عشر على دراسة إمكان الإفادة من الكاكاو في صناعة العقاقير لتتم إضافته في خلطة عدد من أدوية السعال والإمساك. للشوكولا دور في بعض مستحضرات التجميل خصوصاً أقنعة الوجه لترطيب البشرة الجافة. يُحسّن الشوكولا من مرونة الأوعية الدموية ووظائف الخلايا المبطنة لها. أشهر صانع حلويات في العالم يُعدّ غاستون لونوتر Gaston LeNotre أشهر صانع حلويات في العالم. كان والده طاهياً مهماً يعمل في أفخم فنادق باريس، ومنه إكتسب حبّه لهذه المهنة. إفتتحَ في العام 1947 أول متجر له في النورماندي ثمّ ما لبث في عام 1957 أن إفتَتح أول متجر في شارع دوتوي في باريس وهو المتجر الذي لاقى إقبالاً كبيراً من الزبائن وصلَ إلى درجة الوقوف صفوفاً طويلة لتناول حلوياته. وقد تميّز بصناعة كعكة شارلوت وموس الشوكولا والمكرون الفرنسية. في العام 1960، قام بتحويل متجره للحلويات إلى مطعم بإسم "غاستون" لكي يتمكن من تلبية الطلبات التي كانت تنهمر عليه من كل حدب وصوب. في العام 1971 إفتتح أول متجر في سلسلة متاجر ومدرسة "لونوتر" التي لا تزال تقدّم اليوم أفخر أصناف الحلويات الفرنسية، بوصفات خاصة جداً لا يمكن تذوقها في أي مكان آخر. في عيده الثمانين حضّرَ غاستون أكبر قالب حلويات في العالم في حفل أقيم قبالة برج إيفل. وتزامن إحتفاله مع إستضافة فرنسا لكأس العالم العام 1998. رحل غاستون عن 88 عاماً تاركاً إرثاً كبيراً في تاريخ فن التذوق الفرنسي والعالمي. أغرب وأغلى أنواع الحلويات في عصرنا الحالي Diamond Fruitcake: قرّر أحد الطهاة في طوكيو قضاء 6 أشهر في صنع كعكة ليقدمها في ليلة الميلاد في معرض أُطلق عليه "الماس"، حيثُ قام رئيس الطهاة بوضع 223 ماسة على سطح وجوانب الكعكة. وبخلاف الماس، فباقي أجزاء الكعكة قابل للأكل وهي تأتي بسعر 1.65 مليون دولار أميركي. الحلوى البلاتينية: قام بصنع هذه الكعكة الشيف نوبو إيكارا كي تقدمه شركة "البلاتين الدولية" للجمهور وخصوصاً النساء لإقناعهنّ بإرتداء المجوهرات المصنوعة من البلاتين. زُينت الكعكة بالكريما الملساء العادية والمزينة بدورها بكل شيء مصنوع من البلاتين الصالح للأكل من سلاسل وقلائد ودبابيس. وعلى الرغم من كل ذلك، لم يتم بيع الكعكة الذي بلغَ سعرها 130 ألف دولار أميركي. مشروب "الهوت شوكولت" المثلج: يحتوي هذا المشروب على مجموعة متنوعة من الكاكاو آتية من 14 دولة. تمتزج الوصفة في الحليب المخفوق بالإضافة إلى 5 غرامات من الذهب عيار 24 قيراطاً متمثلة في ملعقة صغيرة يُمكن إقتناؤها بعدَ الإنتهاء من تناول الحلوى. وقد أُدرج هذا النوع من المشروبات في موسوعة "غينيس" عام 2007 كأغلى طبق حلوى في العالم بسعر 25 ألف دولار أميركي. للمزيد: للإستغناء عن كيكة الزفاف، حلولٌ رائعة أيّتها العروس! أكسِسوارات: إليكِ زفاف برّاق بالـ Glitter من الألف إلى الياء!