تحويل الأبناء إلى جواسيس يلتقطون أخبار الطليق أو الطليقة، أو ينغصون عليه أو عليها حياته بينما يعيش الطرف الآخر حياة عادية هو جريمة اجتماعية وتربوية ونفسية في حق الأبناء وفي حق فكرة الأسرة من أساسها. وعلى البعض أن يحموا أبناءهم من أنفسهم بعض الطلاق. تعالوا نستمع للزوج " محمد" وهو يروي قصة طليقته وكيف كانت تتلاعب بهم لإيذاء طليقها وتطفيش زوجة أبيهم وزرع الضغينة في قلوب الصغار تجاه والدهم وزوجته أبيهم مع أن هذه الأخيرة كانت تعاملهم كأم وتحترمهم وتعطف عليهم، يقول محمد: لدي ابن و ابنه في عمر المراهقة يعيشون مع طليقتي على نفقتي وأزور أولادي مره في الأسبوع ، وقد تزوجت مؤخرا وأحضرت أولادي لبيتي لزيارتي إثناء العطلة وكان أن حصل شيء جميل بانسجام غير متوقع بين أولادي وخالتهم أي زوجتي ، واستمر الأولاد لدي لأسابيع ، ما أود قوله هو رسالة من طليقتي لابنتي عبر الموبايل ، الرسالة صعقتني وسأرويها لكم، تقول الأم لأبنتها ما يلي: إياكي أن تخدمي أباكي بأي شيء دعي زوجته تفعل ذلك ، أيضا لا تفعلي شيء في بيته فلا تساعدي في تنظيف ولا ترتيب ولا طبخ ولا شيء ودعي هذه المرأة تخدمك أنت وأخيك لأنكم أحق بفلوس أبيكم منها ، أطلبي منها الأكلات الصعبة ، ولا تثقي فيها ، وحاولي أن تأخذي من أبيكي أي مبالغ تحت أي ذريعه وزيدي من الطلبات عليه يوميا ، أما أخوكي فلا تسمحي له بالتدخل لأنه أهبل ولا يعرف مصلحته. هذا نموذج وصورة من صور استغلال الأطفال بعد الطلاق لإيذاء الطرف الآخر. ومن الصور البشعة الأخرى: •استخدام الطفل كمرسال ( كالحمام الزاجل ) في الاتصالات بين الطليقين " قل لأبيك لقد تأخر في دفع المصروف ". •الحرمان من الرؤية الأسبوعية وفقاً للاتفاق الأسري. •استخدام الطفل للتجسس على الطرف الآخر. قضية الرؤية للمحضونين ما أهمية تنظيمها بين الوالدين وآثارها الإيجابية أو السلبية حال التقصير فيها؟ ولكن بعد وقوع الطلاق ما هي الطريقة المثلى للحفاظ على الأمن النفسي وكذلك الأمن المادي للأطفال ؟ رسائل للزوجين : •استبقاء علاقة الأطفال بوالديهم قدر الإمكان، وعلى فترات قريبة، وذلك لضمان استكمال وتوازن البناء النفسي والتربوي للأطفال. •عدم لجوء أحد الطرفين لتشويه الطرف الآخر أمام الأطفال، فهذا سلوك يدل على سوء الخلق وضعف الثقة بالنفس، فضلا عن أثره المدمر على الطفل، والذي يريد أن يحب ويحترم أمه وأباه، وأن انهيار صورة أحدهما يحدث انهيارا مقابلا في نفس الطفل. •وإذا كان أحد الطرفين يفعل ذلك بوعي أو بدون وعي، ببراءة أو بخبث، فلينبهه الطرف الآخر، ولا يستدرج هذا الطرف لفعل مماثل، بل يلتزم الهدوء والعقلانية والنبل والشرف، حتى لا تنهار صورة الأبوين معا، ومع الوقت سيعرف الأطفال حقيقة الطرفين. •إبقاء الأطفال في مسكنهم الذي اعتادوا عليه، وفي نفس مدارسهم، وفي نفس ناديهم، وأن تستمر علاقاتهم بأصدقائهم وبأفراد العائلتين. •المحافظة على المستوى المادي الذي عاشه الأطفال. •إتاحة الفرصة لوجود الأب والأم في المناسبات المختلفة التي تهم الأبناء ؛ تفاديا لشعور الأطفال بالضياع أو الفقد أو النقص. •الحفاظ على السلطة الوالدية للطرفين (الأب والأم)، وألا يلجأ أحد الطرفين لتهميش دور الآخر أو إلغائه. •في حالة اختفاء الأب أو الأم من حياة الأطفال بعد الزواج (طوعا أو كرها ) فالأمر يحتاج إلى تعويض دور الطرف الغائب، ويقوم بذلك أحد أفراد العائلة التي يقيم في كنفها الأطفال كالعم أو الخال أو العمة أو الخالة أو الجد أو الجدة.