بينَ العادات والتكاليف، إختلفت المقاييس! وبينَ زيجات الماضي وأفراح الحاضر فرق شاسع طال مناحي الزفاف مادياً ومعنوياً. نعم التطور والتقدم في الحياة لا مفر منهما، وقد يعود إختلاف عادات الزواج بين اليوم والأمس إلى فكرة العولمة وثقافة الإنترنت وإنفتاح البشر على بعضهم وإختلاطهم في المدارس والجامعات والعمل، حتى أصبح لكل شاب وفتاة حرية إختيار رفيق المستقبل. إلا أنّ الفرق في زيجات جيل وآخر لم يتوقف عند النواحي المعنوية والفكرية فحسب، بل طال المجالات المادية حتى بات يجب أن يُحسب للخطوبة وعقد القران والمهر وحفل الزفاف ومتطلبات العروس وأهلها ألفَ حساب، ليصبح بالتالي الزواج تفاخراً بالمظاهر والشكليات وأكثر كلفةً عمّا كان عليه في الماضي من بساطة وعفوية مسؤولة.   إليكِ في ما يلي أكثر الإختلافات والفروقات شيوعاً بين زيجات الحاضر والماضي: فروقات معنوية معظم زيجات الماضي كانت تتم عبر الأهل والخطابة، أمّا اليوم فمن خلال مسالك الحياة الإجتماعية والعملية. عادات الزواج اليوم تتم على أساس التفاخر والتباهي بالمظاهر، أما في الماضي فكان أساسها البساطة والتواضع وعدم المبالغة. في الماضي كانت 'الماشطة'' وهي سيدة تقوم بمرافقة الفتاة في كل المراحل التحضيرية لزواجها، تتكفل بالعروس من جميع نواحي تحضيرات الزفاف. أمّا اليوم فتتعدّد إختيارات العروس بين مصفّف الشعر وخبير التجميل ومصمّم الأزياء ومنظم الحفل... تتم معظم حفلات الزواج اليوم في الفنادق والمطاعم الفاخرة، بينما كانت قديماً تقام في المنازل والباحات. كان الزواج في الماضي مشقة بسبب إقامة الصيوان ومد السفر بالطعام المحضر في المنزل، أمّا الآن فالفنادق ومتعهدو الحفلات يلتزمون بكل التفاصيل والحيثيات. أصبحت البيوت حالياً ضيقة ولم يعد هناك مجال لإتمام الأعراس داخلها، لذا باتت تعد القاعات حلاً مناسباً للكثيرين رُغم كلفتها الإضافية. شرط السكن أصبح مفروغاً منه قبل عقد القران، أمّا في الماضي فلم يكن الأمر كذلك لأن السكن لم يكن شرطاً مطروحاً ويمكن للعروسين السكن مع الأهل. حفلات الزواج في الوقت الحالي يقام معظمها مساءً فيما كانت في السابق تبدأ من العصر إلى ساعات متأخرة من الليل وقد تستمر لأيام. تتم دعوة المعازيم اليوم عبر بطاقات خاصة فيما كانت تتم من خلال مكبّرات الصوت أو المذياع قديماً. فروقات مادية من لا يملك المال حالياً لا يمكنه أن يتزوج، وشرط السعادة أصبح فكرة قديمة. تأمين مسكن مستقل عن الأهل وخصوصاً والدي العريس أصبحَ شرطاً أساسياً لمعظم العرائس. المهر في الماضي كان بسيطاً كمبلغ صغير جداً من المال، أمّا اليوم فقد أصبحَ البعض يُقدّره بالذهب أو مبالغ طائلة. الخطوبة لم تعد مجرد شراء دبلة والإحتفال بين عائلتي العروسين، بل يجب أن ترافقها حفلة مع الأصدقاء والأقارب في مطعم أو قاعة. تجهيز المنزل اليوم يجب أن يكون كاملاً من دون إستثناء أي غرفة. الإستعانة بمهندس الديكور أصبحَ ضرورة عند إختيار ديكور المنزل وتنسيق المفروشات. الخروج مع الأصدقاء والذهاب إلى السينما أمر صار من الضروريات الأسبوعية لكل عروسين قبل الزواج، ولم تعد رؤية بعضهما في منزل الأهل سائدةً كما في الماضي. الإحتفالات في المناسبات العامة والخاصة باتت تقتصر على الهدايا ومدى مواكبتها للموضة وثمنها المرتفع. كلفة إقامة حفل الزفاف حالياً أصبحت من مهمات العريس وقليلة هي العائلات التي ترضى بمساعدة العريس في تحمل أعباء الزواج. المزايدة بين العائلات في إقامة حفل الزفاف داخل فندق 5 نجوم أصبحت مفاخرة لا بدّ منها. أصبح الـ Wedding Planner أو منظم الزفاف في الكثير من الأحيان هو المسؤول الأول وربما الأخير عن تفاصيل الحفل بحسب المبلغ المتفق عليه مسبقاً. لم تعد فكرة شراء فستان الزفاف تنطلي على أعراس الحاضر كما في الماضي، لكن كلفة إيجار الثوب فاقت المتوقع بحسب المصمّم وشهرته. إقتصرت وجبات الطعام في زفاف الماضي على الطبق الرئيسي المكون من اللحم أو الدجاج، بينما في الوقت الحالي يتم المزج بين أنواع من المأكولات إضافةً إلى تقديم المقبلات والفاكهة وأنواع مختلفة من الحلوى والكيكة الرئيسية. كان توثيق الحفلات قديماً يقتصر فقط على المصور، أمّا الآن فقد أصبح هناك تصوير بالفيديو وألبومات خاصة للصور وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي. هدايا العروسين في الماضي كانت بسيطة، أمّا حالياً فتحديد ما يبتغيه الثنائي عبر قائمة الهدايا أي الـ List De Marriage هو الأساس. شهر العسل لم يعد بحسب قدرة العريس، بل هو كالزفاف ضرورة لا مفر منها. وبَعد، هل من فروقات غفلنا عن ذكرها برأيكِ؟ شاركينا الرأي والخبرة من فضلك... للمزيد: على مسؤوليتكِ: 9 نصائح لمائدة زفاف بأقل كلفة! دليلك السنوي لزفاف بأقل كلفة… بما في ذلك العيد الوطني!