صدر حديثا للكاتب والمعلق السياسي اللبناني  حازم صاغية " كتابا بعنوان "أنا كوماري من سريلانكا" ويتناول الكتاب محنة عاملة منزليّة مهاجرة مَرويّة بصوتها. ليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الكاتب حكاية شخصية حية بين غلافين، فهو يعتبر العمالة المهاجرة وما تلاقيه النساء على وجه الأخص شكل حديث للعبودية القديمة. والكتاب الصادر عن دار الساقي اللبنانية هو مزيج بين حكاية كوماري الشخصية وحكايات نساء أخريات يعملن في نفس المهنة وفي ظروف مشابهة، ويعتبر الكتاب صوت هذه النساء اللواتي حرمن من التعبير عن واقعهن لأسباب كثيرة، فأعطاهن حازم صاغية في عمله هذا صوتا موحدا يمتزج مع تأملاته حول هذا الواقع المرمر الذي يعشنه. يقول صاغية عن الكتاب " دائماً كان موضوع العمالة المهاجرة موضوعاً معذّباً على صعيد شخصي. فهو الشكل الحديث للعبودية القديمة، والمسألة في ما أظنّ لا تقتصر على قهر واستغلال العمالة المهاجرة، بل أيضاً تدلّ الى نقص في حساسيتنا الانسانية، نحن الذين نرضى بأن نعامل بشراً مثلنا كما لو أنهم نوع إنساني آخر لم يولد إلا لخدمتنا. ويضيف صاحب كتاب " هذه ليست سيرة" و "رندا التراس" في مقابلة مع لبنان ناو : " الحقيقة أن معرفتي بكوماري التي تتحدّث العربية بصعوبة، أتاحت لي فرصة تناول هذا الموضوع. فهي صاحبة قصّة ومعاناة، وقد فضّلتُ في كتابتها تجنّب الدراما المبالغ فيها، كأن أتحدّث عن عاملة منتحرة مثلاً، علماً بوجود منتحرات فعليات بين العاملات والعاملين الأجانب. كذلك، حاولت أن أتجنّب التعميم الإنساني إذا صحّ التعبير، بأن أؤكدّ على المصادر السوسيولوجية التي أتت منها كوماري كإبنة بلد معيّن ودين معيّن وثقافة معيّنة".