هل حقا ستساعد هذه الأفكار على التخفيف من التحرش الجنسي بالنساء؟ إذ يناقش المسؤولون في الهند فرض غرامة على النساء اللواتي يسرن وحيدات في الشارع، وذلك بهدف التقليل من خروجهن وحدهن وفرص تعرضهن للتحرش. أما في مصر فالحديث جار عن تخصيص وسائل تنقلات خاصة بالنساء. والاعتراض على الفكرتين هو أنهما تعتبران المشكلة في المرأة وأن عزلها والتخفيف من خروجها سيكون حلاً. المشكلة ليست في المرأة ولا في لباسها فهي تتعرض للتحرش مهما كان زيها محتشماً. والتحرش يكون باللفظ واللمس والاعتداء. وقد قوبلت الفكرتان بالرفض من قبل الناشطات الحقوقيات في البلدين. وفي مصر رفضت ناشطات مصريات دعوة أطلقتها ناشطات أخريات لتخصيص حافلات للنقل العام للسيدات والفتيات، باعتبارها تمييزاً، وأعلنت اعتزامهن تنظيم وقفة احتجاجية ضد ذلك. ودعت ناشطات حقوقيات إلى تنظيم وقفة احتجاجية في 29 يناير الجاري بشارع عباس العقاد في ضاحة مدينة نصر شمال القاهرة، اعتراضاً على دعوة "لتخصيص مواصلات عامة للسيدات والفتيات بسبب تعرضهن للتحرش الجنسي"، مؤكدين أنهن ضد أي تمييز على أساس الدين أو الجنس. وكان مكتب شكاوى المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر ذكر، في تقرير أصدره أواخر العام 2012، أن 64% من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة، مشيراً إلى "أن هذه النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي". اقرئي أيضا: شباب مصر يطلقون حملة "إمسك متحرش" دماغ كابتشينو: أول مقهى إسلامي في مصر