"فاتني قطار الزواج، فاتني مثلما فات كثيرات غيري ونحن ننتظر على المحطة والقطار كان قاسيا وأكمل طريقه من دون أن يأخذنا راكبات معه! لم أعرف رجلا في حياتي غير رجل أحلامي. رجل أحلامي الذي بنتيه في رأسي تفصيلا وراء آخر، تماما كما يفكر الفنانون بلوحة. لون شعره هكذا لو عينيه هكذا ووسعهما هكذا. وحين يلتفت سيلتفت هكذا، أما صوته فغيرت فيه وبدلت كل مرة شكل. صوت دافئ أحيانا قوي أحيانا. حتى مقاس قدميه، أجل مقاس قدميه اخترت له نمرة 46. هل ستضحكن مني؟ الآن بلغت الخمسين ولم أعرف ماهو الحب في حياتي. ولم أجرب قبلة في عمري. ولا أعرف معنى أن تمسك اليد اليد، أو تسترسل على الخصر أو تلمس من هنا أو هناك. لا أعرف لا أعرف. هل ستضحكن علي لو قلت إنني مارست العادة السرية على كبرّ!؟ لكنك لن تصدقي الحادثة المؤلمة التي وقعت لي. دخلت أمي علي فجأة في الليل. لم يكن متوقعاً ولكنها بدأت في ضربي بقوة. قالت إنني فعلت فاحشة عظيمة، وقالت عني أمورا سيئة! إنها أمي التي تعرفني، أمي التي أصبحت مثل أختي وتقدمت كلتانا في العمر. صرنا عجوزين نتكئ على بعضينا في الشارع. ونختار نفس ألوان الملابس، أمي التي تعرفني لم ترحم ضعفي! ربما مازال لديها الأمل أن تصير جدة لأبنائي. لكني لم أعد أحيض كالبنات. هل ستسخرن مني لقد كنت أستمتع بآلام الطمث، كنت أشعر بأنني مازلت أنثى. أفتقد آلامي الشهرية وحركة القمر في داخلي. فاتني قطار الزواج، وفتاة مراهقة في بلاد أخرى تعرف عن الحب أكثر مني. أنا جالسة هنا محرجة من نفسي. محرجة من أمي التي تنظر إلي وفي عينيها حسرة وسؤال. محرجة في عملي من البنات الصغيرات يتزوجن ويقلن "عقبال" بنصف صوت. وفي الليل محرجة من نفسي، ولن أجروء على الاقتراب من جسمي بعد الآن. أحيانا تنتاب أمي نوبات غضب وتسألني لماذا لم تتزوجي إلى الآن ولا أعرف هل يمكنها أن تسالني أنا؟ هل كان علي أن أفعل شيئا لم أفعله لكي أتزوج؟ فاتني القطار يا أمي وأنا الآن لم أعد ابنتك انتي أكبر مني ب 15 عاما فقط، لي تجاعيد مثلي مثلك. لدي نزق وأمراض وألم في المفاصل. لدي كل مالديك. نحن الآن شقيقتان تشيخان في البيت بهدوء! فاتركيني لعاداتي السرية أريد أن أعرف شيئا عن جسمي". اقرئي أيضاً: قصة واقعية: تزوج 3 مرات ولم ينجب فقتل الثالثة إعلان صحافي: عذراوات للزواج