على رغم ندرتها، لا تخلو مقابلات الممثلة نادية الجندي من الكثير من التناقضات وبعض المعلومات المغلوطة. ولا تخلو أي مقابلة تلفزيونية لها من الكثير من كيل المديح لنفسها ولأعمالها الفنية وقيمتها وأثرها في خدمة المجتمع. كما لا يخلو حديث لها من مدرسة "الليسيه" الفرنسية التي تلقت تعليمها فيها، والأهم محاولتها الدائمة أن تبدو طفلة صغيرة. هذا ما حصل في حلقة الجمعة الماضي من برنامج "هذا أنا" على شاشة "أم. بي. سي مصر". وقعت المذيعة رانيا برغوت في خطأ. لم تكلّف نفسها هي وفريق إعدادها عناء البحث والتأكد جيداً من صحة معلوماتها. المذيعة التي لم تخف انبهارها ودهشتها بـ "نجمة الجماهير"، وقعت في خطأ قد يكون مرّ مرور الكرام. جاء ذلك عندما تحدثت عن زواج نادية الجندي من الفنان الراحل عماد حمدي. قالت المذيعة إنّ الجندي تزوجت في عمر الـ 13 من عماد حمدي الذي كان يومها في السبعين، ووافقتها نادية الجندي، ولم تصحّح لها معلوماتها، لتبدو أنّها تزوجت طفلة صغيرة. مع العلم أنّ عماد حمدي من موليد عام 1909 وتزوج نادية الجندي بعد مشاركتها معه بدور ثانوي في فيلم "زوجة من الشارع" عام 1960 أي أنّ عماد حمدي كان في الـ 52 وقتها في حين أنّ نادية الجندي هي من مواليد العام 1938 ولم يكن "زوجة من الشارع" أول أفلامها، بل سبق أن شاركت في أفلام عدة في فترة الستينيات ودخلت الوسط الفني وكانت في الـ 18 من عمرها. وعندما شاركت عماد حمدي فيلم "زوجة من الشارع"، كانت في بداية العشرين  وليس في الـ 13 كما ادعت خلال الحلقة.  مع العلم أنّ عماد حمدي توفي عام 1984 عن عمر ناهز 74 عاماً، فكيف يكون قد تزوج نادية في عمر الـ 70 خلال الستينيات كما ذُكر خلال المقابلة؟   أيضاً، لم تخل الحلقة من الكثير من التصريحات التي جعلت نادية الجندي موضع نقد لاذع لدى جمهور المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ومنها قولها إنّ والدها كان متديناً جداً وهي ورثت عنه ذلك. ولم يقف الأمر عن هذا الحد. فقد استفزت الكثير من المشاهدين عندما تحدثت عن الرسالة الهادفة التي تضمنتها أعمالها وأنّها خدمت المجتمع بأفلامها وأنّها لم تقدم يوماً فناً رخيصاً من دون مضمون. هي  ـ على حد تعبيرها ــ قدمت أفلاماً ضد الارهاب وأخرى وطنية وقومية وأفادت المجتمع. ونفت أن تكون قد اعتمدت على جسدها وأنوتثها كما يقال. وكعادتها استشهدت بفيلم "الضائعة" عندما سئلت عن الإغراء في أفلامها وتساءلت ما إذا كانت أي ممثلة أخرى تجرؤ على الظهور من دون مكياج كما ظهرت هي في العمل. مع العلم أنّه فيلم يتيم ضمن سلسلة أفلام نادية الجندي التي لا تخلو من اعتمادها على الجسد والأنوثة في المقام الأول. لكن يبدو أنّ المذيعة رانيا برغوت كانت تخشى غضب نادية الجندي ولم تستدرك الأمر، فأمنت على كلامها من دون أن تذكّرها على الأقل بأنّ الكثير من الممثلات ظهرن من دون مكياج وعلى رأسهن غريمتها اللدودة نبيلة عبيد التي ظهرت بلا مكياج في أكثر من فيلم. خلال الحلقة، أصرّت الجندي أنّها ما زالت نجمة الجماهير، معتبرة أنّ آخر فيلم محترم هو فيلمها الأخير "الرغبة" الذي قدمته مع إلهام شاهين عام 2002، مضيفةً أنّها عندما اتجهت إلى العمل التلفزيوني، حققت أعمالها أكبر نسبة بيع وتوزيع في مصر والخليج العربي وأنّها نالت عشر جوائز عن مسلسل "الملكة نازلي".   نادية الجندي التي لم تبح بعمرها خلال الحلقة أكّدت أنّها ما زالت تشعر أنّها طفلة ولديها شقاوة الأطفال، وتابعت أنّ عمر الانسان هو الذي يظهر عليه، فلو كانت في عمر الـ 40 وبدت في العشرين، فهي كذلك، معتبرة أنّه لا يوجد عمر للفن طالما أنّ الفنان قادر على العطاء.   يحسب للحلقة أنّ نادية تحدثت فيها للمرة الأولى بإسهاب عن ابنها الوحيد هشام من زوجها عماد حمدي، مؤكدة أنّها تتمنى أن يتزوج وترى أحفادها لأنها تفتقد جو الأحفاد. وقالت ممازحة إنّها تربّي الكلاب والقطط بسبب ذلك. كما أكّدت أنّها لا تستطيع العيش من دون حب لأنّها انسانة عاطفية ورومانسية كونها من مواليد برج الجدي، ورفضت أن تفصح ما إذا كانت تعيش الآن علاقة حب، مكتفية بالقول إنّ الحب أجمل شيء في الحياة. المزيد عادل إمام على طريقة نادية الجندي