لا شكّ في أنّ تأمل الفلاسفة والأدباء في معاني الحياة المختلفة عبر العصور، أتى بثمارٍ جيدة أثرت ثقافتنا العامة. وقد يكونون عظماءَ في الفكرِ والتحليل، إلا أنّه من خلال الروايات المتوارثة، كانوا غالباً عبارة عن نماذج سيئة في الحب والزواج إلى حد الجنون والهلوسة في بعض الأحيان. تاريخياً كتبَ (أو تحدّثَ) هؤلاء الفلاسفة عن مواصفات الزوجة والحب سلباً وإيجاباً، ولكنّ في تحقيقنا اليوم سنسلط الضوء على حياة بعضهم ممّن حُرموا في الواقع من السعادة في الحب والزواج. كالفن والبؤس ما زال تأثير العالم اللاهوتي في القرن السادس عشر جون كالفن في ما يخص قيَم الزواج والعلاقات والعائلة والعمل، حاضراً حتى يومنا هذا. في الزواج، آمن كالفن بأنّ إرتباط المؤمن الحقيقي غير قابل للنقض إلا إذا وجدَ أنّ العيش مع الطرف الآخر مستحيل، عندئذٍ يجوز الطلاق على أن لا يتزوج أي طرف ثانيةً. كالفن المؤمن بأبدية إرتباط المؤمنين لم يفكر في الزواج لولا تشجيع أصدقائه. وبعد بحث طويل، تزوّجَ من إمرأة كانت أماً لطفلين من إرتباط سابق. وقضى الأسبوع الأول من الزواج طريحَ الفراش، ما فسّرهُ بعدم رضى الله عن هذا الزواج. غير أنّ كالفن إستمرَّ بهِ ورُزقَ بطفلٍ مات بعد مدة قصيرة ليقول بعدها بروح منكسرة: "الله الذي أعطاني هذا الطفل، هو من أخذه مني". بالتالي رفضَ كالفن الزواج ثانيةً بعد وفاة زوجته. ورغم تجربته العاطفية الحزينة، بقيَت نظرته إيجابية إلى الحب والزواج حتى ممَاته.   سقراط والنكد سقراط هو فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة إحدى أشهر وأهم الشخصيات التاريخية. قضى سقراط حياتِه في البحث عن الحقيقة والخَير رغمَ أنه لم يترك مؤلفات موقعة من قبله. وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبَه عنه أرسطوفانيس وأرسطو. عاطفياً، تزوّجَ سقراط من زانثِب التي عُرفَت بطباعها الحادة والنكد بحسب الروايات. وذاق الأمّرين معها، فقد وصلت قساوة أم أبنائه إلى توجيه الشتيمة له وقذفه بالماء القذر وسط تلاميذه. ولكنّه كان يصبر عليها ويتحمّل جحيم حياتِه مَعها قائلاً: "إمرأتي كالسماء، ترعد أولاً وتُمطرُ ثانياً". وكان سقراط يهرُب منها ويترك بيته منذ الصباح الباكر ويذهب إلى المعبد الصغير في أثينا ليجلس ويتأمل. وحين يملّ التأمل، كان يخرج ليبحث عن حمام يغتسل فيه ثمّ عن أناس يجلسُ معهم ويتحدث إليهم ويسمَع آراءهم. ورغم ما عاناه خلال حياته العاطفية، أبقى سقراط على ضرورة الزواج والإنجاب قائلاً: "يجب أن يتزوج الشاب في جميع الأحوال، فإذا رُزقَ زوجة حكيمة مخلصة غدا سعيداً... وإذا منحته الأقدار زوجة مشاكسة أضحى فيلسوفاً حكيماً".   ديدرو وإلهام من رحم الخيانة اشتهرَ الفيلسوف والكاتب الفرنسي دوني ديدرو بكتابته الموسوعة الفلسفية. في الحب، وقعَ ديدرو عندما كان شاباً صغيراً في غرام شابة فقيرة تعمل خيّاطة، ولم يجد حيلة للتقرب منها سوى الإدّعاء بحاجته إلى الملابس الجديدة. ولأنّ الفتاة لم تكن مهتمة بالثقافة، لم يستطع إلا عبر سُخريته وحس فكاهته أن يسرق قلبها. وبعدَ الزواج، دفعته الغيرة عليها إلى منعها من العمل على الرغم من أوضاعه المادية الرديئة. ولكنّ طبيعيته البوهيمية بزغت مجدداً وسرعان ما راحَ يبحث عن حب جديد وجده في إمرأة أخرى كانت إلهامه لكتابة مجموعة من أفضل مؤلفاته بعد إكتشاف خيانتها لهُ. وتعرّفَ بعد ذلك إلى إمرأة تُدعى صوفي كتبَ لها أجمل رسائله في الحب، لكن سرعانَ ما ولّت سعادته مع موتها المفاجئ ووفاته بعدها بتسعة أشهر فقط بينما كان يتناول طعام العشاء مع عائلته. وحُكيَ أنّ آخر الكلمات التي كتبها كانت: "ماذا يُمكن أن يفعل لي الألم؟".   للمزيد زواج السياسيين بالشهيرات حبّ أم مصلحة؟ في الطريق إلى القفص الذهبي مع Cartier، توقفي عند أعظم قصَص الحب في العالم!