"ها هي سوريا تحترق من شمالها حتى جنوبها"، بهذه الجملة افتتح جمال سليمان رسالته التي وجهها إلى عام 2013، وقال: "ها هو الشعب السوري (موالياً ومعارضاً) يعيش أقسى محنة عاشها منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية، فهو بلا طعام ولا مأوى ولا دفء ولا أمان، وما زال النظام مصراً على الاستمرار في المعركة من دون قدرة على حسمها ومن دون أمل في ذلك. حتى ولو استطاع، فإنه سيرفع علم النصر أسود على ركام وطن كان". وأضاف على صفحته الخاصة في الفايسبوك "النظام فقد مبررات استمراره بادئاً بالخطأ القاتل عندما انتقى من بين كل سيناريوهات المواجهة، السيناريو الدموي المدعوم بلعب الكروت الدولية والإقليمية والطائفية، متوقعاً أنّ العالم سيقف إلى جانبه بمجرد سماعه للهتاف الحقير الذي يقول "المسيحية إلى بيروت والعلوية إلى التابوت"، وأنّ الأمهات السوريات سيخرجن للشارع لإعادة أبنائهن المتظاهرين لمجرد سماعهن بضع رشقات رصاص تردي بضعة شبان متظاهرين على إسفلت الشوارع الملتهب. هؤلاء لم يعرفوا أنّ الرصاص الذي فجّر تلك الرؤوس المتظاهرة قد فجر أيضاً تسونامي الغضب والقهر المتراكم في القلوب عبر عقود من الفساد والاستبداد والقهر، فبات "الموت ولا المذلة" مقابل "الأسد أو نحرق البلد". وتساءل: "ألم يدرك النظام بأنّ الذين قتلوا في المظاهرات السلمية لهم آباء وأبناء وأخوة وأبناء عمومة سينتقمون لهم وسيمدون في سبيل ذلك أيديهم لمن يضع فيها بندقية ورصاصاً من دون الاهتمام بهوية هذا الشخص أو تلك الجهة؟". وتمنى أن "يعترف النظام بخطئه باختيار الحل الأمني وفشله وعدم قدرته على الخروج بالبلاد والعباد من دوامة العنف التي بدأها، وبأن يترك لغيره من السوريين فرصة التقدم إلى الصفوف الأولى والعبور بالبلاد إلى شط الأمان، وأن يتمتع المجتمع الإقليمي والدولي بحس أخلاقي يمنعه من استغلال صراع الشعب السوري من أجل حريته ودولته المدنية الديمقراطية في معارك نفوذ قد تتوسع بدائرة الكارثة لتصل بنا إلى فجوة سوداء لا قرارات تبتلع وطن الأبجدية الأولى الذي بناه أجدادنا عبر آلاف السنين". وختم "إننا نحلم أن يكون العام الجديد عام عودة الحياة إلى سوريا ثانية. سوريا القادرة بوحدتها وحريتها وديمقراطيتها ومدنيتها على تأمين الحياة الكريمة لأبنائها واستعادة المغتَصب من أرضها". المزيد: جمال سليمان: أدرت ظهري لملايين الفلوس! جمال سليمان رئيساً لتونس!