يعتبر اندفاع اللسان نحو الأمام بشكل زائد أمراً طبيعياً لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ويختفي هذا الأمر تدريجياً بالتزامن مع نمو الطفل إلى أن يختفي تماماً. لكن لو استمرّ ولاحظت فروقات في النطق وبلع الطعام بينه وبين أقرانه، فهذا يدل على وجود مشكلة. يطلق على هذه المشكلة التي يعاني منها العديد من الأطفال تسمية "الاضطرابات الفموية الوجهية العضلية Orofacial Myofunctional Disorders OMD”. تؤثر هذه الاضطرابات بشكل واضح في النطق والبلع لدى الطفل.

ومن تأثيرات هذه الاضطرابات عدم نطق بعض الأصوات بشكل صحيح، وخصوصاً تلك التي تتطلّب تحرّك اللسان كالتاء واللام والسين والشين والجيم والزاي والنون، وتحدث هذه المشاكل بسبب ضعف عضلة اللسان. وقد لا يتأثر النطق على الإطلاق في بعض الحالات، فذلك يعتمد على مدى الضعف الحاصل في عضلات الفم والوجه.

أما تقييم المشكلة وتشخيصها فتعكف عليهما مجموعة من الاختصاصيين هم الطبيب، وطبيب الأسنان، واختصاصي تقويم الأسنان، واختصاصي النطق واللغة. لطبيب الأسنان واختصاصي التقويم أهمية كبيرة في هذا المجال. فالضغط المتواصل للسان على الأسنان يتعارض مع النمو الطبيعي للأسنان واصطفافها. أما دور الطبيب، فهو فحص مجرى التنفس لمعرفة ما إذا كان سبب ارتخاء اللسان واندفاعه نحو الأمام تضخماً في اللوزتين أو اللحمية أو الحساسية. أما دور اختصاصي النطق واللغة، فيتمثل في فحص النطق والبلع لدى الطفل وفحص حركة أعضاء النطق أثناء النطق وفي وضعية الاستراحة.

أما علاج اندفاع اللسان، فيشمل جملة من الإجراءات أبرزها علاج المشاكل النطقية لدى الطفل وتدريبه على طريقة البلع الصحيحة، بالإضافة إلى قيام المعالج بإعطاء الطفل جملة من التمرينات الحركية الخاصة باللسان والفم وأعضاء الوجه التي تهدف إلى تقوية عضلات الوجه والفم. ويطلق على هذه التمارين تسمية  Oral Motor Exercises. وقد يتم وقف العلاج النطقي إن كان مسبب المشكلة طبياً كتضخّم اللوزتين واللحمية حتى يتم علاج هذه المشاكل بشكل نهائي. كما يشمل العلاج إزالة بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى اندفاع اللسان نحو الأمام كقضم الأظافر ومصّ الاصبع.

أما مسببات الاضطرابات الفموية الوجهية العضلية فهي: الحساسية، تضخم اللوزتين واللحمية، مص الاصبع بصورة زائدة، وقضم الأظافر. كما تلعب الوراثة دوراً في الاصابة بهذه الاضطرابات.