تشتهر جنوب أفريقيا بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي تأسر قلوب السياح من مختلف أنحاء العالم. وتعتبر سلسلة جبال دراكنزبرغ، التي تُعرف باسم "جبال التنين" بمثابة جنة لعشاق المغامرة؛ حيث تتيح لهم هذه السلسلة الجبلية فرصة نادرة للتنقل بالحبال بين الوديان والأخاديد العميقة ووسط الغابات والأدغال الكثيفة. ويبلغ ارتفاع هذه السلسلة الجبلية حوالي 3482 متراً فوق مستوى سطح البحر وتمتد على مساحة تبلغ 100 كلم مربع. وقد أدرجت منظمة اليونسكو هذه الجنة الطبيعية على قائمة التراث الطبيعي العالمي لما تزخر به من حيوانات برية ونباتات نادرة وبقايا أثرية. طرزان العصر وتزخر سلسلة جبال دراكنزبرغ بالغابات والأدغال الكثيفة، وتسود أجواء مظلمة في هذه الغابات ولا يتسرب إلا بصيص من الضوء وأشعة الشمس إلى الأرض. وتعلو الأشجار العملاقة إلى عنان السماء بشكل لا نهائي، وتتشابك جذوعها الضخمة لتتسلق عليها النباتات والحيوانات المختلفة، وتبدو هذه الغابات كأنها مكان مثالي لطرزان العصر الحديث. وفي جولات الكانوبي يتم ربط المغامرين في حزام المقعد الذي يحيط بالفخذين والكتفين عن طريق ثلاث حلقات وحمالتي سراويل، ويتم تعليق المغامرين بواسطة خطافات في ثلاثة حبال سميكة لتسلق الجبال. ويمسك المغامر بإحدى يديه بالنايلون، أما اليد الأخرى فتكون محمية بقفاز سميك لكي يستخدمها كفرامل على الحبل الفولاذي المشدود فوق الوديان العميقة وبين الأشجار الضخمة. ويتبخر الجزء الأكبر من الخوف من المرتفعات لدى المغامرين من خلال بكرات التوجيه، التي تقود المغامرين خلال متاهة من الأشجار العملاقة. ويتوقف المغامرون في أول محطة لهم على منصة خشبية تحيط بجذع شجرة ضخمة، وترتفع عن الأرض بمقدار عشرة أمتار. وبالقرب من فروع الأشجار المنتشرة في المنطقة تبدأ الجولة الثانية من رحلات الكانوبي فوق الوديان المفتوحة، حيث يستمتع المغامرون بأشعة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء الصافية، ولا يخلو هذا المشهد من بعض الغيوم التي تنتشر هنا وهناك، ويخيم الهدوء على أرجاء الوادي، ولا تهب عليه رياح قوية. موسيقى طبيعية ولكن تصدر من وقت إلى آخر بعض الهتافات والصرخات المدوية. وتعزف الطبيعة مقطوعة موسيقية وألحان عذبة في هذا الوادي من خلال حفيف أوراق الأشجار المتشابكة أو شقشقة الطيور وهدير الماء المتدفقة بالنهر القريب. وبعد انتهاء الجولة الثانية يهبط السياح بسلام إلى الأرض مجدداً، ويعودون أدراجهم محملين بذكريات رائعة تظل عالقة بأذهانهم إلى الأبد، ويحدوهم الأمل في العودة قريباً إلى هذه الطبيعة الخلابة لمعايشة روح المغامرة والإثارة مرة أخرى. اقرئي أيضا: ماليزيا رحلة إلى مملكة الجمال زيت الأرغان هبة من الله لمراكش رأس السنة في قصر عزيزة المغربي