أفادت نتائج دراسة أجريت من قبل الباحثين في جامعة تورنتو الأميركية أن 10% من المتزوجات يعانين من الاكتئاب مقابل 20% من المرتبطات بعلاقة عاطفية و 35% من النساء الوحيدات والأهم أن النسبة ارتفعت إلى 67 % للنساء المنفصلات والمطلقات والأرامل. وأشارت الدراسة إلى أن النساء اللواتي ارتبطن بعلاقات عاطفية فقط ولم يتزوجن كن أكثر عرضة للمعاناة الداخلية والعنف المنزلي. بينما كانت المتزوجات أقل عرضة للاكتئاب والتوتر بسبب وجود شريك يلجأن له، وحياة اجتماعية تجعلن مجبرات على الاندماج والانشغال باستمرار. كآبة المطلقات بين أروقة المحاكم وأروقة كلام الناس أما المطلقات خاصة أولئك اللواتي لديهن عائلة ومسؤولات عن أطفال فهن الأكثر عرضة للكآبة، إذ يدخلن في دوامة الاعتياد على الوحدة من جديد وتحمل مسؤولية طفل وحدهن، أو حتى الحرمان من أطفالهن كما يحدث في مجتمعاتنا. فلو طرحنا أسئلة هذه الدراسة على مايحدث في مجتمعاتنا العربية لوجدنا أن المرأة المطلقة تعاني أضعاف المرأة التي لم تتزوج. فهي واقعة تحت صورة اجتماعية تحكمها، وأعراف تحاصرها، وعادات تقيد عالمها وتنظر لها بعين الريبة والشكوك والظن. بالإضافة إلى ضغوطات مجتمعاتنا الفقيرة اقتصاديا على الأرملة والمطلقة. وماتتعرض له من الخوض في سلسلة إجراءات قانونية تجعل النساء عرضة للاضطهاد الاجتماعي والتعسف القانوني والظلم الأسري. كآبة العازبات نزاع بين حرية الفرد وسلطة المجتمع ومن جهة أخرى تتعرض المرأة العازبة إلى ضغط نفسي هائل، من نظرة احتماعية سلبية للـ"عانس" وحرمان عاطفي وتساؤلات عن سبب عدم زواجها، بالرغم من أن الأسباب باتت معروفة لنا جميعا. فنسبة العنوسة في العالم العربي في ازدياد بسبب تكاليف الزواج والفقر والبطالة وعدم الشعور بالاستقرار. وبالإضافة إلى كل هذه الأسباب الوجيهة حقا نزيد صعوبة العثور على الشريك المناسب في ظل تقاليد صارمة تتنازع فيها حرية الفرد مع قناعات المجتمع. فكثيرات هن من لم يعدن مقتنعات بالزواج التقليدي، وغالبية الفتيات يحلمن بالزواج بعد قصة حب جميلة أو على الأقل عن معرفة بالشخص الذي تريد أن ترتبط به كما تقتضي روح العصر الحديث. فالمرأة لم تعد حبيسة البيت وتنتظر "ابن الحلال" الذي سيوفر لها بيتا آخر تقبع فيه. بل إنها شريكة في العمل والإنفاق وتحمل مشاق الحياة والتربية والقيام بدورها الأساسي أيضا، لذلك باتت تشعر بضرورة حقها في اختيار شريكها عن قناعة تامة. لكن الاصطدام مع المجتمع وتقاليده غالبا مايكون مصير هذه الفتاة، وتظل هي ترفض الارتباط التقليدي بينما لا يتحقق الارتباط العصري. كآبة المتزوجات تتحول إلى سكري وآلام مفاصل وضغط الكآبة التي تعاني منها المرأة المتزوجة من نوع مختلف، ففي الوقت الذي يكون لديها مايشغلها بين الزوج والعمل والبيت والحياة الاجتماعية المتطلبة، تصبح الكآبة والشعور بالإحباط نوع من الرفاهية التي لا تستطيع المرأة أن تدفع ثمنها. فعلى عاتقها أن تُبقي هذه العجلة دائرة إلى الأبد لكي تنجو أسرتها وتستمر. لذلك غالبا ماتعاني المرأة المتزوجة في مجتمعاتنا من كآبة دفينة، في علاقة متوترة مع الزوج أو مطحونة تحت أثقال المسوؤلية والتطلب الاقتصادي والمعيشي. كما أن المرأة المتزوجة في عالمنا تنظر للزواج باعتباره الخطوة الأخيرة في المستقبل وأن لا شيء بعد ذلك، وأن عليها أن ترضى بهذا الزواج مهما كانت ظروفه وصعوباته وربما حتى مع عدم وفاقها مع شريك الحياة. فقد أصبح شريكها حتى الممات، وفي حال اختارت الانفصال فبانتظارها مصيرا اجتماعيا أقسى. فهل مازلنا نسأل لماذا تكتئب النساء أكثر من الرجال؟ اقرئي أيضاً: كلام الحب بخمسة أعضاء من جسمك  3 أسرار فقط للمتزوجين الجدد  7 أمور يحب زوجك سماعها في السرير