"يد واحدة لا تصفّق"، هكذا لم ينجح "بقعة ضوء 9" وحيداً في انتشال الكوميديا السورية من مستنقع التكرار والاستخفاف والسذاجة والسطحية، لتفشل فشلاً ذريعاً وتسقط سقوطاً مدوياً مشوهة صورتها الناصعة بعد سنوات مليئة بالنجاحات. السقوط الأكبر للكوميديا السورية كان من نصيب "سيت كاز" وبطله أيمن رضا الذي أخفق للعام الثاني على التوالي بعد سقوطه في "صايعين ضايعين" ليتردي عباءة فضفاضة أطفأت توهج "أبا ليلى". أما مخرج العمل زهير قنوع، فاعترف بالفشل عبر رسالة وجّهها إلى جمهوره على صفحته على فايسبوك. ولم يكن سامر المصري أفضل حالاً رغم انتقال سيارته من دمشق إلى دبي في "أبو جانتي2"، فقد أضاع المشاهد في متاهات لم يعتد على الخوض فيها. أما الطامة الكبرى التي تلقتها الكوميديا السورية، فجاءت عبر أربعة أعمال سمع عنها الجمهور ولم يتابعها وهي "كمون وليمون"، و"أوراق بنفسجية"، و"بناتي حياتي"، و"أنت هنا"، وتندرج تحت بند "التهريج". أما "صبايا 4" الذي نجح منتجوه في إيجاد حلّ درامي لسفر بطلاته إلى الخليج، فلم يحقّق النجاح المتوقع الذي حققه في الأجزاء الثلاثة السابقة، وانتقد لأنّه ركز على مفاتن جميلاته أكثر من سرد قصصهن. بدوره، لم ينجح "رومانتيكا" في رسم ابتسامة صغيرة على شفاه المشاهد، بسبب عبثية شابت العمل في إيقاعه العام. ورغم نجاح جزئه الأول في استقطاب فئة الشباب، إلا أنّ "أيام الدراسة2" لم يحصد هذه المرة سوى الإخفاق ولم ينجح أكثر من جذب الأطفال! وإذا عدنا إلى مقولة مسلسل "ضيعة ضايعة" التي تقول "رغم كل المجازر التي تحصل، فهناك ناج وحيد"، فإنها تنطبق بحرفيتها على الكوميديا السورية التي نجت بعمل واحد فقط هو "بقعة ضوء9" من خلال اللوحات التي لامست الواقع الذي تعيشه سوريا، مع الإشارة إلى بعض اللوحات الأخرى التي لم ترتق إلى المستوى المطلوب. الظاهرة الجديدة تجسدت بمشاركة المخرجين والممثلين في الكتابة، فكتب زهير قنوع "سيت كاز" وأخرجه ففشل. وبعدها، كتب طلال مارديني "أيام الدراسة" وأدى دور البطولة فسقط، والكلام نفسه ينطبق على أعمال أخرى. المزيد: فنانو سوريا في 2012: موسم الهجرة الجماعية! حصاد 2012: الموت يخطف فناني سوريا! حصاد 2012: مشاركة باهتة لصبا مبارك وفشل “شامي” لأمل بوشوشة