في معرض الشارقة للكتاب الذي انتهى منذ أيام، وقع الكابت الإماراتي د.حمد الحمادي "يسارا جهة القلب" الصادر عن دار "كتاب" للنشر. "أنا زهرة" التقت الكاتب في حوار عن إصداره الأول وهموم الكتابة وشؤونها... 1-  لنتحدث عن كتابك الصادر منذ أيام "يسارا إلى جهة القلب" يوحي الموضوع بأنه يتحدث عن العاطفة والانفعالات. ولكن من يتابع حسابك على توتير يتوقع كتابا عن الحكمة والعقلانية..لنتحدث عن ثنائية العاطفة والحكمة في كتابتك؟ يساراً جهة القلب ليس كتاباً عاطفياً بالدرجة الأولى، ولكنه كتاب يحاول تبني التحفيز للتغيير الشخصي عن طريق موازنة أنفسنا عاطفياً وعقلانياً.  يبني الكتاب فكرته على الربط بين القرارات المبنية على المشاعر التي يتخذها القلب على الجانب الأيسر منا، وبين القرارات التي يتخذها العقل بناءً على الفكر والتحليل الذي يقع ضمن مهام الجانب الأيسر من العقل.  ليس من الضروري أن تكون جميع قراراتنا أو بعضها نابعة من العقل، وليس من الضروري أن تكون جميعها نابعة من القلب، فلكل جانب قراراته الصائبة والخاطئة،  ما هو ضروري هو أن نعرف من أي صنف نحن، الصنف الفكري أم الصنف العاطفي، وكيف نسير بحياتنا مع هذا الصنف، لأن معرفتنا للصنف الذي ننتمي إليه تساعدنا في اتخاذ القرارات المناسبة في حياتنا.   2- هل هناك فكرة علمية بنيت كتابك عليها؟ وما هي؟ لم أرد أن أجعل من الكتاب جافاً مبنياً على معلومات علمية، لكني حاولت على الأقل أن أربطه بدراستي في مجال هندسة الذكاء الاصطناعي التي يمكن اختصارها بجعل الآلة تفكر مثل البشر وتتخذ قرارات صائبة من دون مساعدة.  في هذا الكتاب حاولت الترويج لمبدأ المتتاليات والأنماط الحياتية و إن لم أذكرها حرفياً أو بمسماها العلمي، لكن معظم ما ورد في الكتاب يدفع إلى هذا الاتجاه من حيث التحفيز إلى اتخاذ القرارات الصائبة في حياتنا والتي تقودنا إلى التغيير إلى الأفضل سواءً بالتأثير على الفكر والتحليل المنطقي يساراً جهة العقل، أو التأثير على الشعور والعاطفة يساراً جهة القلب.   3-  هذا هو إصدارك الأول فكيف هي تجربة الكتاب الأول؟ من المخاوف إلى البهجة والندم التسرع أم التروي كل هذه الحالات كيف تعاملت معها؟ نعم، هذه أول محاولة كتاب لي.  المحاولة الأولى في الكتابة مثلها مثل المحاولات الأولى في أي شيء، مليئة بمشاعر مختلفة تمتزج بين الحماس والتردد.  الكتاب الأول لأي كاتب يبدو لي مثل محاولة المشي للطفل الصغير، تتخلل المسودات الأولى أو الخطوات الأولى الكثير من الأخطاء والعثرات إلى أن يصل إلى المسودة الأخيرة قبل الطباعة، والتي قد تكون بدورها تحوي بعض العثرات لكنها أقل بكثير من المسودات الأولى.  في نهاية الموضوع كانت تجربة الكتابة تجربة ممتعة بحد ذاتها، ساعدني فيها عدد من الاصدقاء من حيث مراجعة المسودات الأولى التي اختلفت كثيراً عن النسخة المطبوعة تبعاً لملاحظاتهم القيمة.  كما أن الكثير من الافكار التي طرحتها في الكتاب كانت نتاج تفاعل مع العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.   4-  المرأة والكتابة عن المرأة هل تشغلك؟ هل تفكر بأن الكتابة العربية ظلمت المرأة العربية؟ وكيف تحلم بأن تقدمها أنت؟ لا تشغلني الآن الكتابة عن المرأة بقدر ما تشغلني الكتابة عن الإنسان بشكل عام.  قد تكون الكتابة العربية ظلمت المرأة من بعض الزوايا، ولكن هذه ليست الحقيقة الكاملة، فهناك زوايا عديدة أنصفت المرأة في الكتابة العربية ، وفي زوايا أخرى بالغت في تناولها، ونفس الأمر ينطبق على الرجل الذي نال نصيبه من كل هذه الزوايا في الكتابة العربية.  ولهذا لا أحبذ مبدأ التعميم على الكتابة بل أن تناول هذه الزوايا بسلبياتها و إيجابياتها وعمومياتها يجب أن يرتبط بالكُتّاب المختلفين و ليس بالكتابة.  فكما أن هناك كتّاب ظلموا المرأة ومن بينهم كاتبات أيضاً، نجد أن هناك كتّاب أنصفوا المرأة ومن بينهم رجال أيضاً.  بالنسبة لي ليس لي توجه قريب للكتابة عن المرأة بشكل خاص، لكني في بداية مشواري الكتابي ولا أريد أن أظلم المرأة بكتابة غير مبنية على معرفة، وعلى الرغم من ذلك فقد أسلك هذه الزاوية بطريقة أو بأخرى مستقبلاً.   5-  لماذا تكتب؟ هل تكتب من أجل الأثر؟ قد يكون هذا السؤال من أصعب الأسئلة التي تواجه أي كاتب! والأكثر منطقاً أن يُسأل من لا يكتب: لماذا لا تكتب؟!  أنا مؤمن بأن الجميع يكتبون لكنهم يكتبون في أنفس الآخرين، بتصرفاتهم بمشاعرهم وحتى بأفكارهم.  إلا أن أولئك الذين يكتبون على الورق قد اختاروا تعميم كتاباتهم بطريقة أشمل تصل إلى عدد أكبر من المتأثرين.  كثير من الكتّاب يكتبون للتأثير على الآخرين وتغييرهم حسياً أو عقلانياً عن طريق طرح أفكارهم، وهذا هدف نبيل بحد ذاته.  من خلال كتابي –يساراً جهة القلب- كنت أحاول أن يكون لي ذات الهدف النبيل من خلال طرح أفكار التغيير الشخصي إلى الافضل، ولكن في نفس الوقت كنت أكتب لسبب شخصي هو أن أتغير أنا أيضاً.  فالكتابة بحد ذاتها تؤثر على الكاتب قبل اي قارئ، فالتفكير بالأفكار لا يحمل نفس الأثر مثل توثيقها كتابياً.   6- مامعنى الكتابة الآن في عصر المئة ألف رسالة في اللحظة. ماقيمة الكاتب وسط كل هذا الكرنفال؟ في مثل هذا الكرنفال كما وصفتيه يصبح المجتمع بحاجة إلى الكتاب أكثر من أي وقت مضى.  فهذا التدفق المعلوماتي في المجال الالكتروني يجعلنا نبحث عن المعلومات الموثقة والمعلومات المنسوبة إلى اشخاص حقيقيين لا اشخاص افتراضيين يختبئون حول الأسماء المستعارة.  لدي ثقة كبيرة بأن للكتاب سواء كان مطبوعاً أو الكترونياً جمهوراً كبيراً، والتدفق المعلوماتي أو الكرنفال كما أسميتيه لن يؤثر على ذلك طالما أن الجزء الاكبر من هذا التدفق عبارة عن معلومات مشتتة قد تزيد المتلقي تشتيتاً.  في كل الحالات لولا اختلاف الأذواق لبارت الأسواق ولكل طريقة في طرح المعلومة أو الفكرة جمهورها المتحمس لها والمتحسس من غيرها.   7-  من هي الكابتة العربية التي تحب أن تقرأ لها؟ يعجبني أسلوب الأديبة العربية الكبيرة أحلام مستغانمي فأسلوبها يجعل القارئ مكبلاً بالصفحات حتى الصفحة الأخيرة.   8- من هي الكابتة الإماراتية التي ترى فيها موهبة من نوع مميز ولافت؟ الساحة الإماراتية بها العديد من الكاتبات المميزات وككاتب مبتدئ لست هنا لأقيّمهن، لكن كقارئ لدي رأي شخصي فيما أقرأ، ومن الكتب المميزة التي قرأتها مؤخراً مذكرات فارسة عربية للدكتورة مريم الشناصي. أما على الجانب الشعري فتعجبني بشدة أشعار الدكتورة ميثاء الهاملي.   9- ماهي الحكمة التي تظل ترن في رأسك وتخطر على بالك؟ ليست حكمة لكنها لازمة كلامية ارتبطت بها منذ سنوات "الله يقدرني على فعل الخير".. لعلها تكون من أجمل لحظات الشخص أن يقدم نصحاً أو فكرة لشخص ضاق ذرعاً بما حوله، فكما أحتاج أن يكون هناك من ينصحني في ضيقي أجد أن من واجبي أن أطبق نفس الأمر على الضائقين ذرعاً من أصدقاء أو زملاء.  هذا الأمر لا يعني أي أفضلية من الناصح على المنصوح، لكنه مبني على أمرين الأول هو أن الأشخاص الآخرين ينظرون إلى مشاكلنا من بعد وبالتالي قد تكون الحلول التي يطرحونها أشمل، والأمر الثاني هو أن الحلول التي تأتي من تمازج أفكار عدة أشخاص تبدو أكثر منطقاً من الحلول المبنية على وجهة نظر فردية.   10-  ما هو مكانك المفضل في الإمارات؟ بيتي مع أسرتي، فقربي من زوجتي وبناتي يجعل أي مكان هو المفضل بالنسبة لي.   اقرئي أيضاً: السعد المنهالي: وبخني قارئ حين اكتشف أني امرأة! ميثاء الهاملي: الوضوح أكبر عيوبي في لقاء خاص مع “أنا زهرة” أحلام مستغانمي: بطل روايتي الجديدة رجل ستقع كل النساء في حبه