امتدت القرصنة الالكترونية لتطال معظم الفنانين العرب. وقد وجد مجهولون ضالتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليسيئوا للفنانين بأسرع الطرق من خلال إنشاء حسابات مزوّرة أو الاستعانة بـ"هاكر" محترف للاستيلاء على الصفحة الشخصية أو صفحة الفانز لخلق بلبلة في قلب الفنان الذي يبدو حائراً ومستغرباً من استهدافه. وانتشرت هذه الظاهرة في الأوساط الفنية السورية خصوصاً بعد نشوب الأزمة في البلد منذ ما يقارب السنتين، ليشكل الفايسبوك معركة شرسة بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري وإشراك الفنانين في المواجهات وفقاً لمواقفهم السياسية. أولى الضحايا كان وائل رمضان الذي تعرّض حسابه للسرقة بطريقة سلسة لم يشعر بها إلا عندما اكتشف محادثات في صندوق بريده لم يقم بها بنفسه. إذ قام السارق بكل فجاجة بفتح نقاشات وأحاديث مع الأصدقاء كأنه صاحب الحساب الحقيقي. وعندما اكتشف سرقة حسابه بعد فترة، كتب مخرج "كليوباترا" محذراً أصدقاءه "أحيطكم علماً أنني اكتشفت مؤخراً بأنّ حسابي مسروق وهناك وغد لا يحمل أياً من معالم التربية والأدب والأخلاق يستخدمه من وقت إلى آخر ويقوم بمحادثة البعض على أنّه أنا". وأضاف: "أرجو الحيطة والحذر ريثما أحاول إلغاءه أو تبديل الحساب بشكل كامل. وإلى أن يتم هذا الأمر أرجو منكم التعامل مع هذا الحساب على أنه مخترق ومستخدم لأغراض ربما لا أخلاقية وغير وطنية غايتها تشويه سمعتي". لكنّ زوج سلاف فواخرجي حافظ على حسابه بعد تبديل كلمة السر والبريد الإلكتروني. بدورها، نفت صفاء سلطان لـ"أنا زهرة" امتلاكها أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، مبدية استغرابها من إنشاء حسابات مزورة تحمل اسمها ويقوم أصحابها بالتواصل مع الجمهور على أنّها الفنانة بذاتها. كما أنشأ أحد المجهولين حساباً مزوراً لنجمة "ستار أكاديمي" زينة افتيموس، وحاول التواصل مع الإعلاميين بهدف تشويه سيرتها الفنية قبل أن يتم اكتشافه عندما تحقق "أنا زهرة" من الموضوع بسؤال صاحبة العلاقة التي نفت علاقتها بالحساب المزور. أما صفاء رقماني، فعاشت أياماً صعبة بعد ظهور حساب مزور يدّعي معارضته للنظام السوري في الوقت الذي تبدي فيه الفنانة تأييدها الكامل له. وحذّرت أصدقاءها بالقول "إلى جميع أصدقائي، يرجى التبليغ عن صفحة وهمية لا تمت لي بصلة، وأنا غير مسؤولة عن جميع ما يذكر فيها من إساءات ناطقة بلساني". بدورها، لم تسلم تولين البكري من "القرصنة". إذ تعرض حسابها للقرصنة والإغلاق لثلاث مرات متتالية خلال سنة واحدة، ولم تدرك نجمة "بنات العيلة" الأسباب التي تقف وراء استهدافها الكترونياً. وأعلنت روعة ياسين إنشاء حساب ثان لها بعد شكها في تعرّض الأول لحملة من التبليغات، فنجحت بطلة "المفتاح" في استدراك الأمر وبالتالي أبلغت أصدقاءها بإضافتها على "البروفايل" الجديد قبل أن يتم إغلاق القديم. أما نسرين طافش وهبة نور فلهما حكاية مختلفة وتعرضتا لمشكلة لا تشبه أي مشكلة تعرضت لها الفنانات الأخريات. فعندما يستعين أي مشترك في الفايسبوك بميزة البحث، سيفاجأ بظهور أكثر من عشرة حسابات باسمهما، مع العلم أنّ لكل منهما صفحتين حقيقيتين، واحدة شخصية وأخرى مخصصة للفانز. المخرجة رشا شربتجي لم تتعرض لأي نوع من القرصنة ولا حتى التزوير، لكنّ أحد القائمين على صفحة "الفانز" الخاصة بها اجتهد بكلام من عنده فور الإعلان عن انفصالها عن زوجها وهو الكلام الذي لم تبح به مخرجة "الولادة من الخاصرة" أبداً، فأوقعها في إحراج كبير، خصوصاً أنّ معظم المواقع الإلكترونية استعانت بما كُتب لتدعيم الخبر الخاص بالانفصال. وقام أحد المجهولين بإنشاء صفحة مزوّرة لباسم ياخور وملأها بأعلام "الثورة السورية" وحرّف كلاماً على لسان بطل "ساعات الجمر" بعبارات معارضة للنظام السوري. من ناحيته، لم يسلم موقع نقابة الفنانين السوريين من القرصنة عندما تعرض لهجوم إلكتروني عنيف رداً على عرض مسلسل "عمر" الذي تعرّض لحملات طالبت بإيقاف عرضه. فاختار أحد المعترضين على المسلسل من "الهاكرز" أن يحتجّ بطريقته، فلجأ إلى اختراق موقع نقابة الفنانين في سوريا، موجّهاً رسالةً قاسية إلى الفنانين السوريين. واتهمهم بأنّهم جلبوا العار والخزي والذل لأنفسهم حين وافقوا على تمثيل أدوار الصحابة في المسلسل على حد تعبيره. ووصف نقابة الفنانين بأنها "وكرٌ للذل والعار والخيانة"، مضيفاً في الرسالة التي تركها في الصفحة الرئيسية للموقع بأنّه لا يجوز لممثل تجسيد رجال من الجنة، واصفاً الممثلين بأنهم "مجموعة قذرة".